-
مواقع أثرية تجلب الزوار من داخل وخارج الوطن
تشهد المحطات الأثرية والمعالم التاريخية المنتشرة بولاية البيض سنويا، عددا كبيرا من الزيارات للسياح من مختلف مناطق الوطن وحتى من خارجه.
تحتوي ولاية البيض على عدد من القصور القديمة والتي تعد من أروع التحف المعمارية، لا تزال صامدة على امتداد حوالي 5 قرون، وبغض النظر عن تدفق الزوار الذين يفضلون التجوال في أزقة وأروقة القصور العتيقة، أشهرها قصر بوسمغون، الشلالة، الغاسول وبريزينة وغيرها، حيث تجلبهم كثيرا تقنيات وأسس مباني القصور القديمة التي لها عمق حضاري وتاريخي وثقافي بالجهة الجنوبية الغربية التي تعتمد على الطين وجذوع النخيل وقوالب الطوب، وبغض النظر عن وجود محطات للنقـوش الحجرية والآثار القديمة التي تحكي التاريخ الغابر كانتشار مواقع أثار أقدام الديناصورات بكل من منطقة “الوافق” وعين لعراك..
مناظر طبيعية وطيور نادرة

تزخر ولاية البيض بالكثير من المناظر الطبيعية التي تسحر الزائر كواحات النخيل بكل من بلدية بريزينة والأبيض سيدي الشيخ وبوسمغون والغاسول واربوات.. والأهم من ذلك انتشار الطيور النادرة والحيوانات المتنوعة كالغزال والظبي والحبار.. كل هذه المؤهلات السياحية تساهم بقدر كبير في استقطاب عـدد كبير من الزوار الذين يتوافدون سنويا على المنطقة في معظم المناسبات والعطل خصوصا في مواعيد السياحة الاجتماعية أو الدينية التي تُقام في الزوايـا المنتشرة بجل المناطق الجنوبية بالولاية، ومن الزوايا التي تحظى بزيارات من قبل الزوار كزاوية سيدي الشيخ والزاوية التيجانية ببوسمغون التي تقع بالقصر القديم لبوسمغون وكذلك زاويـة الـموحـديـن بالقرب من بلدية الرقاصة وزاوية الشلالة بدائرة الشلالة، كما تقام سنويا بمعظم بلديات الولاية عدة تظاهرات منها وعــدة أولاد سيدي الشيخ بالأبيض سيـدي الشيخ ووعدة سيدي خليفة بقرية سيدي خليفة ببلدية الخيثر ووعدة سيدي سليمان ببلديـة توسمولين ووعدة سيدي أحمد التجاني ببلدية بوسمغون ووعدة سيـدي الحـاج بن عامر بعيـن العـراك ووعدة سيدي الناصر ببلدية الشقيـق ووعدة سيـدي الحـاج بحوص ببلدية البيض ووعـدة سيدي بلعيد ببلدية بوقطب ووعدة سيد الحاج الدين ببلدية بريزينة، ووعدة سيدي بوحفص بالبنود جنوب ولاية البيض، كما يتم تنظيم سنويا مهرجان كسال السياحي.
وحسب الانطباعات التي سجلتها “الموعد اليومي”، فإن معظم الزوار تشد أنظارهم كثيرا حضارة مباني القصور التي لا تزال تحافظ على طابعها المعماري بالرغم من مرور مئات السنين.
كما للمنطقة تاريخ عريق ممتد، وهو ما يجسده انتشار كل من الرسوم الحجرية عبر سلسلة الأطلس الصحراوي شمالا وجنوبا ومقابر إنسان ما قبل التاريخ خاصة بمنطقة الكراكدة وبريزينة وأم لرجم (بريزينة)، كما تشتهر ولاية البيض بمحطات هائلة للكثبان الرملية تستقطب هواة رياضة التزحلق على الرمال والجبال.
توقعات سابقة تجسدت ميدانيا

وفي سنة 2007 تم العثور على بقايا هياكل عظمية لديناصورات عاشت في المنطقة، حيث توقع باحثون وقتها أن يتم التوصل إلى اكتشافات جديدة، الأمر الذي تجسد حاليا، خاصة بعد عثورهم على أكبر مقبرة للعصر الحجري في ولاية البيض، والتي تضم بقايا عظام إنسانية وحيوانية تعود لآلاف السنين.
وقد أوضح أحد الباحثين في مجال بقايا الديناصورات أن هذا الاكتشاف مهم جدا لأنه المرة الأولى التي يعثر فيها على بقايا هذه الحيوانات المنقرضة في هذه المنطقة الصحراوية بالبلد. وأضاف أن هناك احتمالات تشير إلى أن العظام المكتشفة تخص ديناصورات وهي من الديناصورات الآكلة للحوم، معتبرا بأن العثور على آثار هذه الأخيرة أسهل من تلك الآكلة للأعشاب.
هذا، ويوجد في منطقة البيض العديد من المواقع لآثار أقدام ديناصورات متفرقة ببريزينة ووافق، مما يجعل من ولاية البيض ذات خصوصية تستقطب العلماء والباحثين…
قصور ومحطات.. مدن تروي قصص الماضي

وعلى نفس السياق كذلك، تم اكتشاف جملة من الآثار النادرة والمهمة في تاريخ المنطقة، من خلال جهود الباحثين والجمعيات النشيطة بالأخص جمعية ”الغزال لترقية السياحة وحماية الآثار” اكتشفت خلال السنة الماضية حوالي 11 أثرا لديناصورات في منطقة ”الوافق”، وتحديدا على بعد حوالي 10 كلم عن مقر عاصمة الولاية.. أما على صعيد آخر تتوسط معظم مدن بلديات الولاية قصور عتيقة منها قصر الشلالة وقصر بوسمغون الذي يفوق تاريخه أكثر من حوالي 9 قرون وقصر أربوات، قصر الغاسول، قصر ستيتن وقصر الكراكدة، علاوة عن مميزات قصر بنت الخص المتواجد بضواحي بلدية بريزينة وكذلك قصر بريزينة، هذه الأخيرة التي تصنع مناظرها الخلابة واحات النخيل التي يفوق عدد نخيلها أكثر من 32 ألف شجيرة وبغض النظر عن أهمية سد لروية الكبير والمغارات والكثبان الرملية التي تمتد من جنوب الأبيض سيدي الشيخ إلى ضواحي بلدية بريزينة، مما جعل هذه المواقع الإستراتيجية الطبيعية تساهم بقدر كبير في جلب السياح من مختلف الجنسيات وكذا استقطاب وكالات السياحة… ومن جانب آخر تعرف مناطق الولاية من خلال تواجد الكثبان الرملية على ترابها بميزات السياحة الرياضية المعروفة بالترحال على الرمال والتزحلق عليها وكذا ركوب الجمال وتنظيم منافسات على سباق الإبل التي تعرف انتشارا بجل المناطق الرعوية، خصوصا بصحاري بلدية البنود التي تقع في آخر نقطة بخريطة ولاية البيض، حيث كشفت السيول خلال فيضانات 2008 بقايا لمقابر قديمة بضواحي الخنفوسي والجليد يعود تاريخها إلى الحقب الزمنية الغابرة وبعيدا عن هذه الخصوصيات التي تشتهر بها المنطقة.. يضاف إلى هذا الإرث التاريخي السياحي المحطات والمعالم التاريخية الراسخة لاسيما كالقصور سالفة الذكر التي لا تزال تحافظ على القيمة التاريخية والحضارية التي مرت عبر قرون خلت بالرغم من العوامل الطبيعية كالرياح والأمطار والفيضانات لاسيما كما هو الحال بالقصر العتيق بالأبيض سيدي الشيخ الذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي أكثر من 3 قرون و50 عاما يقابله المسجد العريق المسمى “مسجد أبي بكر الصديق” يتطابق تاريخه مع القصر العتيق.. وهو القصر الذي يعد تحفة عمرانية تستقطب السياح من مختلف البلدان.
واحة “عين النخلية”..

الزائر إلى ولاية البيض رغم شساعتها لا تفارقه عدد المناظر الخلابة، خاصة الواحات التي تعكس سحر الطبيعة بكل أشكالها ومظاهرها على سبيل المثال لا الحصر “بأربوات” و”بريزينة”، “بوسمغون” وواحة “عين النخلية” التي تقع على الطريق الرابط بين بوسمغون التي تبعد عنها بـ 14 كيلومترا والأبيض سيدي الشيخ، والذي تم شقه منذ أربع سنوات، تتميز الواحة المحاطة بالجبال وأشجار “البطم” والتلال بالهدوء والسكينة، حيث الظلال الوارفة وزقزقة العصافير لتشكّل سيمفونية موسيقية وأعدادا من أنواع الطيور وخرير الماء المتدفق من العين، وهو نبع مائي طبيعي يطرب الأسماع وامتداد لأشجار نخيل سامقة إلى العنان مناخها معتدل، هذا الفضاء الطبيعي يحتل مساحة 30 هكتارا يمتد من الشرق إلى الجهة الغربية ويتوسطه طريق “بوسمغون” الذي سهل كثيرا على السواح التوجه إليه، فضلا عن قربه من حمام عين ورقة بولاية النعامة وهي ضمن منطقة التوسع السياحي، إذ أن موقعها بين هاتين البلديتين جعلها تتبوّأ مكانة هامة في المجال السياحي لساكنيها وحتى البلديات المجاورة من ولايتي النعامة والبيض وغيرها، فقد زادها موقعها الجغرافي أهمية بالغة لقاصديها وهم كثر كحلقة وصل بين عدد من البلديات من الولايتين، وأيضا لطابعها واخضرارها فإنها تستقطب أعدادا من السّواح الراغبين في أخذ قسط من الراحة بين ثناياها وطمعا في تغيير الجو وقتل الرتابة والروتين في أوقات نهاية الأسبوع وخلال باقي شهور السنة.
والأهم من ذلك أن ازدياد الاقبال على الواحة تم تسجيله من طرف المواطنين الذين لم تسعفهم ظروفهم من أجل التنقل إلى الشمال، لذا فإن العديد من طالبي السياحة يلجؤون إلى هذا الفضاء مع الأطفال الذين يجدون متعة بهذا المنظر الطبيعي الخلاب فيلعبون، ويمرحون، كما يتم تنظيم رحلات من طرف الشباب الذين كثيرا ما يسافرون إليها جماعات لتناول الغذاء هناك بعد الاشتراك وشراء شاة وذبحها لتناول اللحوم المشوية والتقاط الصور التذكارية وأحيانا المبيت، حتى تنسيهم تلك الرحلة ضجيج المدينة وصخبها.
دور بارز في الثورة

كما قدمت الزوايا والمباني التاريخية لولاية البيض الكثير للمجاهدين أثناء الثورة التحريرية، حيث كانت ملجأ لهم لمباغتة العدو وعقد الاجتماعات بين المناطق والنواحي لموقعها الجغرافي المميز بين عدد من الولايات ما زادها أهمية كإرث تاريخي أيضا، زيادة على دورها السياحي الذي يبشر بمستقبل زاهر إذا توفرت بها بعض الخدمات وتم استغلالها أحسن استغلال، من خلال الاهتمام بنظافتها أكثر باعتبارها مهمة في جلب السياح الذين يفضلون هذه الفضاءات عن سواها من الأماكن الأخرى.
لمياء بن دعاس
________________ — صور متنوعة من ولاية البيض– _____________




