وفاة الفنان أحمد خليل.. كيف تحققت نبوءته ومات كما تمنى؟

وفاة الفنان أحمد خليل.. كيف تحققت نبوءته ومات كما تمنى؟

فنان مبدع يحترم فنه وجمهوره ويرعى الله وضميره.. هكذا كان الفنان الراحل الكبير أحمد خليل الذي رحل بشكل سريع ومفاجئ، الثلاثاء، عن عمر ناهز 80 عاما متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.

لم يقدم الفنان الراحل الكبير طوال مشواره الفني أي عمل يندم عليه أو يقلل من احترام الجمهور له واحترامه لنفسه، وهكذا أكد في العديد من لقاءاته وحواراته، حيث كان يقول دائما :”لم أقدم في حياتي عملاً فنياً أخجل منه أو تخجل منه زوجتي وبناتي، وراض تماما ًعن كل ما قدمته”.

فالفنان الكبير حرص طوال مشواره الفني على ألا تحتوي أعماله على ألفاظ بذيئة أو مشاهد عنف وبلطجة، حتى وإن كان قدم بعض الأعمال التي رأى أنها لم تضف لرصيده كثيراً.

كان الفنان الراحل يقول دائماً إن الضمير المهني للفنان وللإنسان بصفة عامة وإحساسه بأن الله هو الرقيب على أعماله هو خير ميزان يستطيع به أن يقدم الصالح والجيد طوال حياته، وهكذا حرص أحمد خليل طوال حياته على مراعاة الله وعلى تنفيذ وصية والده الذي كان يرفض في البداية عمله بالفن واشتغاله بالتمثيل وكان يريده أن يصبح مهندساً، ولكنه اختار أن يلتحق بمعهد السينما، وعندما وجد الأب أن ابنه يعشق الفن وأنه إذا أصر على موقفه منه سوف يفشل في الدراسة وافق على التحاقه بالمعهد على مضض ولكن بشرط أن يدخل قسم إخراج، حتى لا يتنازل ويقدم أشياء تخالف الدين والقيم، ونصح ابنه بألا يتنازل طوال حياته.

اقتنع والد أحمد خليل بعمله في الفن بعد أن قابل ابنه الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1966 وسلم عليه بعد تخرجه من معهد السينما، حيث كان الأول على دفعته، وحرص الابن على تنفيذ وصية والده طوال حياته.

كان الفنان الكبير يفخر ليس بعدد أعماله وتصدر اسمه كأول أسماء أبطال العمل ولكنه كان يفخر عندما يرى معاني الاحترام والتقدير في نظرات الجمهور وردود أفعالهم.

عشق الراحل الكبير الفن بحق، ولذلك تحققت نبوءته، حيث كان يقول دائما حين يُسأل عن فكرة اعتزال الفنان أنه لن يعتزل إلا وهو على فراش الموت، وسوف يعمل طالما يستطيع وحتى آخر عمره، وهو ما تحقق بالفعل حيث رحل الفنان الكبير أثناء عرض آخر أعماله وهي حلقات “حكايتي مع الزمان” من مسلسل إلا أنا، ومرض أثناء العمل ولم يتوقف عن التمثيل إلا وهو على فراش المرض الذي خطفه سريعاً بعد حياة حاز فيها احترام وحب وتقدير جمهوره.

يذكر أن أحمد خليل تخرج من معهد السينما عام 1965، ثم التحق بمسرح الجيب، وشارك في عدة مسرحيات أبرزها “حب تحت الحراسة” و”خادم سيدين” و”ياسين وبهية”، كما شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، أبرزها: “سليمان الحلبي” و”حديث الصباح والمساء” و”زمن عماد الدين” و”امرأة من زمن الحب”.

ق/ث