يشكو قاطنو قرية “القضية” بتاورقة شرق بومرداس من مشاكل عدة نغصت حياتهم المعيشية، أين أضحى شعارها البؤس و الحرمان بعدما طغت عليها كل مظاهر الحياة البدائية نتيجة إقصائها من جملة المشاريع التنموية
التي من شأنها أن ترفع الغبن عن يومياتهم، لاسيما منها توفير الغاز الطبيعي والماء الشروب إلى جانب تهيئة الطرقات وتوفير الإنارة العمومية و المرافق الرياضية.
قرية “القضية” بتاورقة شرق بومرداس تتميز بكثافة سكانية كبيرة، أين يعاني قاطنوها من غياب أدنى ضروريات الحياة اليومية بداية بانعدام الغاز الطبيعي، ما يضطرهم في كل مرة للبحث عن قارورات غاز البوتان بتنقلهم حتى إلى وسط البلدية من أجل جلبها، كما أنهم يصطدمون بارتفاع ثمنها في فصل الشتاء، باعتبار أن التجار يغتنمون الفرصة، فيرفعون سعرها، أين تصل إلى 400 دج، ما أثقل كاهلهم.
كما يواجه السكان مشكلة غياب النقل من القرية باتجاه مقر البلدية، خاصة إذا علمنا أن القرية تربطها بالبلدية حافلة واحدة فقط ولا وجود إلا لسيارات ومركبات “الكلونديستان” المهترئة، التي ترهق كاهلهم يوميا بسبب مصاريف نقل إضافية، ناهيك عن معاناة القاطنين من مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي حالة الطرقات الكارثية، إذ تتحول إلى برك مائية مع انتشار كبير وواسع للأوحال بمجرد تساقط الأمطار، ما عرقل من سير الراجلين وأصحاب المركبات الذين يتركونها خارجا خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها..
إلى جانب النقص الفادح في الإنارة العمومية، مما يصعب من عملية التنقل والسير ليلا بسبب تعرض العديد منهم للاعتداءات والسرقة من طرف اللصوص.
ومن جملة المشاكل الأخرى التي وضعت سكان قرية “القضية” خارج مجال التغطية، غياب الماء الشروب في الحنفيات في ظل الانقطاعات المتكررة واليومية، ما أدى بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار، أين يصل سعر الصهريج الواحد في فصل الصيف إلى 1800 دج، ما أثقل كاهل العائلات الفقيرة التي تقوم بجلب المياه من الآبار لاستعمالها في الطبخ والشرب.
ناهيك عن انتشار النفايات في القرية، ما أدى إلى تشويه المنظر الجمالي لها في غياب عمال النظافة الذين لا يزورون كثيرا المنطقة، ما أدى بسكانها إلى الاعتماد على حرقها للتخلص منها، خوفا على صحة أبنائهم الذين يلعبون بجوارها، كما يشكو شباب القرية من العزلة بسبب غياب المرافق الشبانية، كالقاعات الرياضية والمراكز الثقافية، ما جعلهم يدخلون نفق الفراغ وهواجس القلق والتوتر، لأنها من المرافق التي يلجأ إليها أقرانهم من مختلف البلديات الأخرى قصد الترفيه والتخفيف من مشاكل الفراغ، مبدين استياءهم وتذمرهم الشديدين من صمت المسؤولين تجاههم الذين ما تزال وعودهم مؤجلة إلى إشعار آخر.
وأمام هذه النقائص التي تواجه قاطني قرية “القضية” بتاورقة شرق بومرداس، فإنهم يطالبون المسؤول الأول عن البلدية بالتدخل السريع من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن ترفع الغبن عن يومياتهم…
أيمن. ف