وعجلت إليك رب لترضى

وعجلت إليك رب لترضى

ينبغي للمؤمن أن يُسارِع في الخيرات؛ فالعمر قصير، والأجَل قريب، وابن آدمَ لا يَدرِي متى يأتيه الموت، وأعني بالمسارعة إلى الخيرات: المبادرة إلى الطاعات، والسبق إليها، والاستعجال في أدائها، وعدم تأخيرها؛ قال تعالى ” لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ” آل عمران: 113-114، وقال تعالى ” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ” آل عمران: 133. وقال تعالى عن نبيِّه موسى عليه السَّلام ” وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ” طه: 84، وقال تعالى عن نبيِّ الله زكريا ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ” الأنبياء: 90، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يحثُّ أمَّته على المُسارَعة إلى الأعمال الصالحة؛ فإن المؤمن لا يَدرِي ما يَعرِض له من مرضٍ، أو فتنة، أو أجل. روى مسلم من حديث أبي هريرة رضِي الله عنْه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال “بادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كقطع الليل المظلم؛ يُصبِح الرجل مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، أو يُمسِي مؤمنًا ويُصبِح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا”. وروى الحاكم في من حديث ابن عباس رضِي الله عنهما أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال لرجلٍ من أصحابه “اغتَنِم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هَرَمِك، وصحَّتك قبل سَقَمِك، وغِناك قبل فَقرك، وفَراغك قبل شُغلك، وحَياتك قبل موتك”. وروى أبو داود من حديث مصعب بن سعد عن أبيه، أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال “التُّؤَدة في كلِّ شيء، إلا في عمل الآخرة”، وقد كان الصحابة رضِي الله عنهم يَأخُذون بهذا التوجيهِ النبوي الكريم فيَتَسابَقُون إلى الأعمال الصالحة، ويَتَنافَسُون في أعمال الآخرة، كما أرشد إلى ذلك ربُّنا سبحانه وتعالى فقال ” وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ” المطففين: 26.

موقع إسلام أون لاين