ينظم مخبر الدراسات التاريخية والإنسانية بجامعة الجلفة، بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 يومي الثاني والثالث من جويلية 2025، فعاليات الملتقى الوطني الأول حول “بوكحيل الهوية والصمود”، ليقف عند منطقة لها امتدادها في التاريخ وشاهد حي على أحداث دارت خلال حرب التحرير.
وجاء هذا الملتقى ليضع منطقة جبل بوكحيل بتاريخها البعيد المتميز وجغرافيتها في قلب الجزائر، وفق مقاربة جديدة تتقاطع فيها مجموع من العلوم الإنسانية والاجتماعية مدعمة بالبعد التاريخي من رحلات ومقاومات شعبية وثورة تحريرية وكذا البعد الديني كصمام أمان للهوية الوطنية. وأكد المنظمون أن القصد من هذا الملتقى هو وضع لبنة في كتابة التاريخ المحلي وتوجيه الباحثين مستقبلا حول هذا التاريخ، الذي يمثل رافدا من روافد التاريخ الوطني العام، باعتبار أن التأثير والتأثر سمة عامة عند كل الشعوب.
ويناقش الملتقى عدة محاور وهي “جغرافية وطبوغرافية جبل بوكحيل من خلال المصادر”، و”الآثار والرحلات ومشاهدات الرحالة لبوكحيل والحواضر المحيطة به”، و”المقاومات الشعبية التي احتضنها جبل بوكحيل والأقاليم المجاورة له”، و”الشخصيات الدينية والصوفية والعلمية التي احتضنها جبل بوكحيل”، وأخيرا “الثورة التحريرية ببوكحيل في قلب الولاية السادسة التاريخية.” كما جاء في ديباجة الملتقى أن الجبال تعد من الشواهد والآثار الباقية التي شهدت ملاحم ما زالت آثارها منقوشة على صخورها كسجل للأحداث التاريخية عبر العصور، لذلك أصبحت تلك الشواهد مصدرا هاما يحافظ على الذاكرة التاريخية الوطنية ويعزز مكانة البحث التاريخي. ويعتبر جبل بوكحيل الأشم أحد الشواهد الشامخة يمتد جغرافيا ضمن سلسلة الأطلس الصحراوي، ويمثل القسم الأكبر من جبال أولاد نايل ويربط ثلاث ولايات هي الجلفة والمسيلة وبسكرة يبدأ من جبل عويمير ببلدية عين الريش وينتهي بقمة الشنوفة ببلدية سلمانة ويشمل سلسلة من الجبال التي مثلت الحماية الطبيعية للمقاومين والمجاهدين أثناء الثورة منها جبال طولقة العروسين وجبال القسوم وجبل الكحيلة ثم تمتد هذه إلى جبل الميمونة والنسيبية وجبل قلب العرعار وقرن الكبش وجبل ثامر وجبل الكراع المقابل لجبل امساعد.
ب/ص
