ناقش العدد الأول من منتدى متحف السينما “وضعية قاعات السينما في الجزائر” وذلك خلال لقاء بقاعة سينماتك العاصمة بحضور مختصين وعشاق الفن السابع.
وقد استضاف المنتدى الصحفي والكاتب نور الدين لوحال والمصور الفرنسي ستيفان زوبيتزر Stephan Zaubitzer للحديث عن هذا الإشكالية، خاصة وأن الرجلين يشتركان في ولعهما بالسينما التي تسافر بروادها إلى عوالم مثيرة.
وتطرق كل واحد من زاوية تخصصه ووجهة نظره للموضوع، حيث ركز السيد لوحال صاحب كتاب “لننقذ دور السينما” على الحالة المزرية التي آلت إليها شبكة الاستغلال (دور العرض). وذكر أن الجزائر كانت تملك في بداية الاستقلال ما يقارب الـ 500 قاعة.
وتقهقر اليوم هذا العدد حتى أصبح القليل منه مما هو عملي لا يتوفر على “أدنى شروط العرض والاستقبال”.
وشدد السيد لوحال في عرضه على “الإهمال الكبير الذي نال هذه القاعات” التي لها دور مصيري في حياة الفيلم لأنها “هي همزة وصل بين الإنتاج والمتلقي”.
واستعاد الكاتب بكثير من الحنين والمرارة في نفس الوقت المراحل التي مرت بها هذه الفضاءات خاصة تغيير الجهات المسيرة لها من خواص إلى مؤسسات عمومية ثم البلديات دون الوصول إلى الحل المناسب حسبه، ومن بين النقاط الهامة الأخرى التي أثارها المتحدث في استعراضه للوضع المزري لهذه الدور، تحطيم بعضها وإقامة محلات وحتى مرافئ للسيارات مكانها وتحويل نشاط قاعات أخرى دون إعطاء قيمة للجانب المعماري المتميز لهذه القاعات التي تعد بعضها تحفا فنية سواء من ناحية المعمار أو الديكورات الداخلية.
وذكر السيد لوحال بما كانت تمثله هذه الفضاءات من نشاط وحركية خاصة في المدن الكبرى، وساق عدة أمثلة عن تهديم هذه القاعات في أحياء العاصمة مثل حي بلوزداد الذي كان يتميز بتواجد كبير لدور السينما، كما عرفت أحياء أخرى زوال دور العرض مثل حي الحراش.
وتأسف من جهة أخرى لقلة الكتابات عن السينما في الجزائر خاصة من قبل صناع السينما، حيث غادر، كما قال، الكثير من المبدعين ولم يتركوا كتابات عن السينما وأعمالهم.
وقدم المصور الفرنسي ستيفان زوبيتزر من جهته عرضا بالصور الفوتوغرافية عن دور السينما في الجزائر وعدد من الدول العربية، وركز هذا العاشق لهذه القاعات على جانبها المعماري المتميز.
واستعرض المصور في البداية نماذج من دور العرض في كل من مصر ولبنان وتونس و المغرب. وحرص في طريقة تصويره على إبراز هذه البنايات الفخمة والجذابة بأشكالها المتنوعة ومن زوايا مختلفة.
وجاء التصوير بآلة كبيرة بطريقة كلاسيكية فنية تحمل جماليات تجسد على الورق قيمة ومكانة هذه الفضاءات.
وقد عمد المصور في بعض أعماله إلى إظهار جانب من النسيج المعماري للشوارع والمدن التي تتواجد بها هذه الدور.
وقال في هذا الشأن إن هناك الكثير من التشابه في طريقة وأنماط تشييد هذه الدور وأيضا في أسماء هذه القاعات خاصة في المغرب العربي.
وتأسف كثيرا لبقاء هذه الفضاءات اليوم شاغرة “لا أحد يقصدها وأحيانا لم يبق منها إلا الواجهة فقط بينما بالداخل هي خراب..”.
وحرص المصور في الجزء الذي خصص لدور السينما في الجزائر على إبراز الفن المعماري الجذاب لهذه الدور في كل من مدينتي الجزائر ووهران، مركزا على بعض الديكورات الداخلية والألوان الجميلة لتلك القاعات التي تحول بعضها إلى أطلال يحنّ إليها روادها.
وألح المتدخلون من الحاضرين على ضرورة الاهتمام بهذه القاعات لأنها ركيزة هامة في عملية صنع السينما مع البحث عن أنجع الطرق في عملية تسيير هذه الشبكة.
ودعا الحضور إلى إنشاء قاعات عصرية تتجاوب مع متطلبات الجيل الجديد حتى تنتعش السينما وتسترجع روادها.
ب/ص