وصية لمن فقد البركة

وصية لمن فقد البركة

البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، قال تعالى ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ” الأعراف: 96، فهي ملكٌ لله تعالى، شأنها شأن الرزق والهداية، يعطيها لمن يشاء، ويسلبها عمن يشاء، وكل ذلك وَفق حكمته وتدبيره، فلا تطلب البركة إلا من الله تعالى وحده، وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “…وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ” رواه البخاري. وهذا لا يمنع من الأخذ بالأسباب التي تُستجلَب بها البركة، والابتعاد عن أسباب محقها؛ لذا وصيتي لكل من فقد البركة في حياته، عليه الأخذ بالأسباب التي تجعل أوقاته وأعماله عامرةً بالبركة، ومنها:

إذا دخلت البيت، فسلِّم، فالسلام بركة؛ قال تعالى ” فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ” النور: 61. معنى مباركة طيبة؛ أي: يُرْجَى فيها الخيرُ والبركة.

ومن أسباب جلب البركة تناوُل الطعام في مجموعة مع الحرص على البسملة، فإن في هذا بركة، فقد روى الإمام أبو داود بسند صحيح أن قومًا اشتكوا للنبي عدم الشِّبَع، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّا نأكُل ولا نشبَع، قال: “فلعلَّكم تَفترِقون”، قالوا: نعَم، قال “فاجتمِعوا على طعامِكم، واذكُروا اسم الله، يبارك لكم فيه”.

ومن أسباب البركة: صِلْ رَحِمَك، فإنها من أسباب زيادة البركة، قال صلى الله عليه وسلم “مَن سَرَّه أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسأَ له في أثرِه، فَلْيَصِلْ رَحِمَه” رواه البخاري. ومن الأسباب: القناعة والرِّضا بعطاء الله من مال وأولاد وصحة وعمل؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد ” إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله عز وجل له، بارك الله له فيه ووسعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له فيه”. ومن أسباب البركة الدعاء بالخير والبركة عند نزول منزل مع الأسرة، كما علَّمنا ربنا سبحانه ” وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ”  المؤمنون: 29.

من موقع إسلام أون لاين