أثنى الناخب الوطني، جمال بلماضي، على لاعبي ومنتخب الأفلان وأكد بأن هؤلاء كانوا الملهمين له في مشواره مع “الخضر”، من منطلق التضحيات التي قدموها للجزائر، معبرا عن تأسفه لتغير مثل تلك القناعات في الوقت الحالي. وشدد مدرب “الخضر” على أنه حرص على تذكير لاعبي الجيل الحالي بما قام به زملاء مخلوفي سنة 1958 .
وقال بلماضي في حوار مع موقع “فوت أفريك” في ذكرى تأسيس منتخب الأفلان: “تاريخ الكرة الجزائرية لا يكتمل دون منتخب الأفلان، هؤلاء الرجال أخذوا مصيرهم بأيديهم وقاموا بعمل بطولي للغاية، وهم الآن مثل قصة لنا، لكن هذه القصة للأسف تتناقض مع ما آلت إليه الجزائر”. وأضاف:”دعني أخرج من مجال كرة القدم نحو مجال آخر، للأسف كيف أصبحت الجزائر؟ أتحدث بشكل عام، فالعالم لا يريد تقبل فكرة أن الجزائريين شجعان وفخورون بأفكار تفوق التوقع، قاموا بالتضحية بمشوارهم وراحتهم وبحياتهم، جزائريون كانوا متضامنين وأقوياء سخّروا كل قدراتهم وإمكانياتهم من أجل النجاح وكانت النتيجة مبهرة”. وشدد:” بالنسبة لي هم أبطال حقيقيون وحققوا أشياءً عظيمة من خلال الرياضة، مضحين بأنفسهم دون التفكير في شيء آخر، وعندما ترى كيف هربوا من فرنسا، فهذا يُذكرني بفيلم أوصيك وأوصي القراء به، هو فيلم أنا حقاً أحبه وعنوانه الهروب الكبير.. لقد رسموا طريق الجزائر وجعلونا نعيش وضعاً مريحاً اليوم في مركز سيدي موسى وفي هدوء للاستعداد للمباريات واللعب وسماع النشيد، كل الذي وصلنا إليه جاء بفضلهم”.
وكشف جمال بلماضي كيف أنه عكس تلك الصورة التي يحملها عن منتخب جبهة التحرير على هذا الجيل الذي يدربه حالياً، فقال: “في سبتمبر 2018 عندما اتصلنا باللاعبين لأول مرة بعد العشاء، كنا قد حضرنا تقريراً عن منتخب الأفلان، وكانت الفكرة التي نود إيصالها للاعبين هي كيف كان هؤلاء اللاعبون يضحون بكل شيء وهم معزولون عن أسرهم وزوجاتهم وأطفالهم، لقد تخلوا عن كل شيء، عملهم ومنازلهم وممتلكاتهم، حتى نكون أحراراً ومستقلين وسعداء”. ورد بلماضي بشأن إمكانية وجود تشابه بين منتخبه الحالي بطل إفريقيا ومنتخب 1958، قائلاً:”نحن نحاول اليوم بناء أسس وقيم مثل التحفيز والقتال والوحدة والأسرة، سأكون كاذباً إذا قلت إنه في أمم إفريقيا لم نستذكر تلك التضحيات، التي ساعدتنا كثيراً في المنافسة”.
وكشف بلماضي عن اللاعبين الذين ألهموه بشكل أكبر، بقوله:”غالباً ما نميل إلى ذكر خمسة إلى ستة أسماء، مثل زيتوني ومخلوفي وبن تيفور، هم بالتأكيد الأكثر شهرة، لكن هناك كذلك عريبي مختار وقدور بخلوفي وبومرزاق وكرمالي، هم أيضاً أبطال، وحتى من انضم إليهم، وهم في تونس كانت لديهم نفس الأهمية والتضحيات، نتمنى عمراً طويلاً للأحياء والرحمة لمن ماتوا”.
أمين. ل