قبل ساعات قليلة من جولة الحسم فى سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تبادل المرشحان مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية ممثلة تيار اليمين المتطرف، وإيمانويل ماكرون المرشح المستقل، الاتهامات فى آخر مناظرة جمعتهما قبل انطلاق التصويت ، وسط إشادة من الصحف والمراقبين الفرنسيين بأداء المرشح الشاب عكستها استطلاعات الرأى التى كشفت تأييد 63% من الناخبين مقابل 34% فقط اعتبروا أن لوبان ظهرت بشكل أفضل وأكثر اقناعاً.
وأجمعت وسائل الإعلام الفرنسية فى تعليقاتها على المناظرة التى جرت على أن إيمانويل ماكرون بدا أكثر اتزاناً من منافسته اليمينية على الرغم من سيل الاتهامات التى أطلقتها تجاهه وتأكيدها أنه يمثل طبقة رجال الأعمال والنخب الفرنسية التى كانت سبباً فى مشكلات فرنسا ، فضلاً عن قولها إن ماكرون داعماً قوياً لجماعة الإخوان الإرهابية وتيارات الإسلام السياسى.ودعت لوبان فى مناظرة الحسم إلى غلق المساجد والاتحادات والجمعيات الإسلامية بزعم أنها جميعاً “متطرفة”، مشددة على ضرورة ترحيل المسلمين ذوو الجنسيات المزدوجة وكذلك السجناء أصحاب الجنسيات الآخرى ونقلهم إلى بلدانهم. من جهتها قالت صحيفة لو فيجارو الفرنيسية اليوم الخميس أن المناظرة التى جرت أمس بين مرشحى الرئاسة الفرنسية، المستقل إيمانويل ماكرون ، واليمينية المتطرفة مارين لوبان، والتى تعد المناظرة الاخيرة قبل انطلاق الجولة الثانية والأخيرة للإنتخابات، كانت فى مستوى من العنف لم يسبق له مثيل، وأن النقاش تحول إلى حوار للأصماء، معتبرة أن زعيم حركة “إلى الأمام” هيمن على منافسته فى القضايا الاقتصادية.وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى الهجوم الشديد من ناحية لوبان على ماكرون منذ اللحظات الأولى من بدء المناظرة حيث وصفت زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة ماكرون بأنه ” مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادى وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى” وعندها رد ماكرون على لوبان بأن “استراتيجيتها هى ترديد الأكاذيب”.وقالت “لوفيجارو” إن المتابع لهذا النقاش لاحظ منذ الدقائق الخمس الأولى حدة العنف غير المسبوق فى مثل هذه المناظرات فى تاريخ الرئاسيات الفرنسية.وخلصت الصحيفة اليومية الفرنسية إلى أن هذا النقاش عكس حالتين، أولهما حالة الغضب والسخط التى عكستها مرشحة الجبهة الوطنية المتطرفة وحالة العقل وتقديم الحلول التى عكسها مرشح حركة “إلى الأمام”.يشار الى ان صحيفة لو فيجارو الفرنسية قالت ، إن أكثر من 16.5 مليون فرنسى تابعوا المناظرة الرئاسية بين المرشحين الرئاسيين للإليزيه المستقل إيمانويل ماكرون، واليمينية المتطرفة مارين لوبان، مؤكدة أن النقاش على الرغم من جذبه عددا لابأس به ولكنه قليل بالمقارنة مع المناظرتين لولايتى 2007 و 2012، وأن المشاهدين كانوا من القلقين على مستقبل بلادهم، بشكل كبير مما سبق، وهو نتيجة الحدة والصراعات التى حملها النقاش.