وسام على بابها

وسام على بابها

ما ذقت طعم النعاس ولا // استرخت جفوني منكم

يا دار الأهل أحببنكم // وهمت بالحزن معدم

طال الغياب وزاد البعد // واستوى الشوق إليكم

قادم أنا بلوعة الوجع // أقبل الأرض حبا وعزم

أسوق الخطى وأرتمي // ودمع العين يرتطم

يا دار من تفوح عطرا // وتكتفي بالرحب وتكتم

وتسجد للمولى كل صبح // وللقبلة تميل وتسلم

طال الرحيل والحنين // ونام الجبين يحلم

يا دار من لا يغيب حبها // من زوايا السطر والقلم

ومن ديوان شعري الذي // يصافح ذكراها ويبتسم

يعانقني الليل بصمته // وإن بكيت لا يرحم

تبني الساعات ثوانيها // وأنا كالعليل متيم

ذبلت شموعي واختفت // كأنها تدري أو تعلم

وتدرك ما ينتاب فكري // لما رأتني أهزم

يا دارا بالأنوار تشع // وتصبو على أطرافها القيم

ويرسو قرب شطانها // من لا ينام أو يسأم

ما ذقت طعم الرقاد ولا // اصطفاني الهوى لهم

ليس لي في النسيان شبر // يكبل أوزاري والقدم

يا من ترى خيال الأنس // بلغ سلامي وصلهم

وخذ لهم شعري المعافى // ومن بحور المدح زدهم

أن لي في البيوت مجلس // لا عيب فيه ولا سقم

فيه عرش وفيه طوق // وبين الكفين وسام

ما ذقت طعم السبات ولا // سكنت جفوني عندكم

يا دارا على الصفحات أنقشها // شعارا لا يمحى ولا يهدم

لك الخفقان وما أحتسيه // من كؤوس العز لكم أنتم

والعين تراقب خطاكم // وتبكي حسرة علها تراكم

رفقا يا بابها الموصود رفقا // فنبضي إلى حيطانك قادم

رفقا على سمعي وبصري // عليّ أصغي لنداكم

لكم السلام بحجم الكواكب // وإن غفوت فرب العرش يعلم

بقلم محمد نجيب -بسكرة-