ما ذقت طعم النعاس ولا // استرخت جفوني منكم
يا دار الأهل أحببنكم // وهمت بالحزن معدم
طال الغياب وزاد البعد // واستوى الشوق إليكم
قادم أنا بلوعة الوجع // أقبل الأرض حبا وعزم
أسوق الخطى وأرتمي // ودمع العين يرتطم
يا دار من تفوح عطرا // وتكتفي بالرحب وتكتم
وتسجد للمولى كل صبح // وللقبلة تميل وتسلم
طال الرحيل والحنين // ونام الجبين يحلم
يا دار من لا يغيب حبها // من زوايا السطر والقلم
ومن ديوان شعري الذي // يصافح ذكراها ويبتسم
يعانقني الليل بصمته // وإن بكيت لا يرحم
تبني الساعات ثوانيها // وأنا كالعليل متيم
ذبلت شموعي واختفت // كأنها تدري أو تعلم
وتدرك ما ينتاب فكري // لما رأتني أهزم
يا دارا بالأنوار تشع // وتصبو على أطرافها القيم
ويرسو قرب شطانها // من لا ينام أو يسأم
ما ذقت طعم الرقاد ولا // اصطفاني الهوى لهم
ليس لي في النسيان شبر // يكبل أوزاري والقدم
يا من ترى خيال الأنس // بلغ سلامي وصلهم
وخذ لهم شعري المعافى // ومن بحور المدح زدهم
أن لي في البيوت مجلس // لا عيب فيه ولا سقم
فيه عرش وفيه طوق // وبين الكفين وسام
ما ذقت طعم السبات ولا // سكنت جفوني عندكم
يا دارا على الصفحات أنقشها // شعارا لا يمحى ولا يهدم
لك الخفقان وما أحتسيه // من كؤوس العز لكم أنتم
والعين تراقب خطاكم // وتبكي حسرة علها تراكم
رفقا يا بابها الموصود رفقا // فنبضي إلى حيطانك قادم
رفقا على سمعي وبصري // عليّ أصغي لنداكم
لكم السلام بحجم الكواكب // وإن غفوت فرب العرش يعلم
بقلم محمد نجيب -بسكرة-