يقبع تحت الجانب الأيمن من القفص الصدري مباشرة عضو مهم للهضم ولتخليص الجسم من المواد السامة، “الكبد” وكغيره من أعضاء الجسم يمكن أن يصاب بالأمراض الوراثية أو تلك المتسببة من عوامل مختلفة يمكن أن تؤدي هذه الحالات بمرور الوقت لتلف الكبد أو التندب، مما قد يؤدي إلى فشل الكبد، وهي حالة تهدد الحياة. لكن العلاج المبكر قد يمنحه وقتاً للشفاء.
تشمع الكبد
تشمع الكبد هو من أكثر الأمراض شيوعا، فتناول السعرات الحرارية الزائدة يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد، وعندما يعجز عن تفكيكها كما ينبغي عادة، تتراكم الكثير من الدهون، خصوصاً مع وجود حالات مرضية أخرى معينة، مثل السمنة أو السكري أو ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية.
الأعراض
تتلخص أعراض تشمع الكبد في الاعتلال في درجة الوعي وزيادة في نسبة السوائل في البطن وقد تنتهي بدوالي في المريء نتيجة ارتفاع الضغط الوريدي البابي الذي يحصل نتيجة تليف الكبد، وقد تظهر على مريض الكبد بشكل عام الأعراض التالية (مع تفاوت كبير بين المرضى): اصفرار في الجلد أو العين (اليرقان) – ألم وتورم في البطن – تورم الساقين والكاحلين – حكة في الجلد – بول داكن – براز شاحب اللون – إرهاق مزمن – غثيان أو قيء – فقدان الشهية – ميل للتعرض للكدم بسهولة.
التشخيص والعلاج
يتم تشخيص تشمع الكبد أو الكبد الدهني من خلال عمل الأشعة الصوتية وفحص أنزيمات الكبد. وفي حال كان ارتفاع أنزيمات الكبد كبيرا ومرضيا، فلا بد من التأكد من عدم وجود أمراض مصاحبة لهذا المرض واستبعاد جميع الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع أنزيمات الكبد، أما عن العلاج فيقول المختصون إنه إذا ثبت تشخيص تشمع الكبد وجب علينا القيام بخطوات مدروسة للسيطرة على المرض من خلال الآتي:
– السيطرة على العوامل المؤثرة في ارتفاع الأنزيمات وترسيب الدهون وذلك من خلال العلاج الذي يعطى للضغط وعلاجات السكري وعلاجات الدهون الثلاثية والكولسترول.
– يجب ألا ننسى عاملا مهما وأساسيا في علاج الكبد الدهني وكثير من أمراض العصر الأخرى وهو تغيير أسلوب ونمط الحياة. فعلى المريض الذي يعاني من تشمع الكبد أو دهون الكبد أن يبدأ في التفكير في اتباع أسلوب حياة صحي وذلك من خلال اتباع حمية غذائية صحية مع إجراء عملية حسابية لكمية الطاقة (السعرات الحرارية) الموجودة في الغذاء اليومي للإنسان، ولا بد أن تكون بشكل محسوب بدقة تبعا لوزن الشخص.
– لا بد أيضاً من الاهتمام ببرامج الرياضة البدنية وزيادة معدل الحرق، فالرياضة تساعد بشكل كبير على حرق الدهون في الكبد من خلال زيادة معدل الحرق وأيضاً إنزال الوزن.
– الاهتمام بالعامل الذي له علاقة بالوزن وزيادة نسبة الدهون، فيتم العمل على خفض معدل استهلاك الدهون والسكريات بشكل كبير حتى يتمكن الكبد من التعافي، وهذه هي أهم نقطة في عملية العلاج حيث أن نزول الوزن مع السيطرة على جميع العوامل المؤثرة في ارتفاع أنزيمات الكبد سوف تكون السبب في استشفاء الكبد بشكل تلقائي.
– في حال كانت هناك صعوبة في الاستشفاء الكامل تلقائيا، فمن الممكن الاستعانة ببعض الأدوية والعلاجات التي توصف عادة لمرضى دهون الكبد حتى يتخلصوا من الدهون والسموم التي أثرت بشكل سلبي على الكبد.
أهم الطرق للحفاظ على كبد صحي
إن أفضل طريقة لمكافحة أمراض الكبد هي تجنب الإصابة بها، إذا كان ذلك ممكناً. وقد أورد موقع مؤسسة الكبد الأمريكية في 14 جوان 2021 مجموعة من الطرق المجربة لخصها فيما يلي:
>الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن يلعب فقدان الوزن دوراً مهماً في المساعدة على تقليل الدهون في الكبد. فإذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن إلى حد ما، فأنت في خطر الإصابة بترسب الدهون في الكبد الذي يمكن أن يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أحد أسرع أشكال أمراض الكبد نمواً.
> تناول نظام غذائي متوازن، وذلك بتجنب الوجبات عالية السعرات الحرارية والدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة العادية) والسكريات. لا تأكل المحار النيء أو غير المطبوخ جيداً. للحصول على نظام غذائي معدل جيداً، تناول الألياف التي يمكنك الحصول عليها من الفواكه الطازجة والخضروات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب. تناول اللحوم أيضاً (ولكن قلل من كمية اللحوم الحمراء) ومنتجات الألبان (الحليب قليل الدسم وكميات قليلة من الجبن) والدهون (الدهون الجيدة غير المشبعة الأحادية والمتعددة غير المشبعة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والبذور والأسماك). الترطيب ضروري، لذا اشرب الكثير من الماء.
> ممارسة التمارين بانتظام، عندما تمارس الرياضة باستمرار، فإنها تساعد على حرق الدهون الثلاثية للحصول على الطاقة ويمكن أن تقلل أيضاً من دهون الكبد.
>الحصول على الرعاية الطبية عند التعرض لدم من شخص آخر، فإذا لامست دم شخص آخر لأي سبب من الأسباب، يجب على الفور استشارة الطبيب.
> عدم مشاركة أدوات النظافة الشخصية، مثل شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان ومقصات الأظافر، فقد تكون ملوثة بأجزاء مجهرية من دم أو سوائل الجسم الأخرى لشخص آخر.
> غسل اليدين باستمرار، باستخدام الصابون والماء الدافئ فوراً بعد استخدام الحمام وعند تغيير الحفاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
> اتباع التعليمات المرفقة مع جميع الأدوية، عندما يتم تناول الأدوية بشكل غير صحيح مثل تناول الكثير من الأدوية أو تناول نوع خاطئ منها أو عن طريق خلط الأدوية، فقد يتضرر الكبد. عدم خلط الكحول أبداً مع أدوية أخرى حتى لو لم يتم تناولها في نفس الوقت. إخبار الطبيب عن أي أدوية أو مكملات أو علاجات طبيعية أو عشبية يتم استخدامها بدون وصفة طبية.
> أخذ اللقاحات الموصى بها، فهناك لقاحات ضد التهاب الكبد أيه والتهاب الكبد بي. للأسف، لا يوجد لقاح ضد فيروس التهاب الكبد سي.
ق.م