وسائل تشخيص متقدمة للتغلب على فشل عملية أطفال الأنابيب.. “نصائح ذهبية” للمقبلين على الإنجاب

وسائل تشخيص متقدمة للتغلب على فشل عملية أطفال الأنابيب.. “نصائح ذهبية” للمقبلين على الإنجاب

نجحت تقنيات الإخصاب المساعدة، مثل عمليات أطفال الأنابيب، والحقن المجهري، في إسعاد ما يزيد على ثمانية ملايين أسرة حول العالم، منذ نجاحها للمرة الأولى قبل 40 عاماً. وتعتبر عملية أطفال الأنابيب (مع أو من دون استخدام تقنية الحقن المجهري) من أكثر العمليات تعقيداً في المجال الطبي، وأكثرها دقة، وتطلباً للمتابعة والانتباه للتفاصيل، سواء من قبل الطبيب وفريقه الطبي، أو من المريضة وأسرتها.

تأخر الحمل

تشير الإحصائيات إلى أن نسبة نجاح عمليات الإخصاب تتراوح عالمياً بين 20 و60 في المائة، بمتوسط 35 في المائة، مما يعني نجاح عملية واحدة من كل 3 عمليات في الحصول على طفل سليم. وأوضح أن نجاح عملية أطفال الأنابيب يعتمد على عوامل عدة، منها معرفة سبب تأخر الحمل، وعمر المرأة، ووجود البطانة المهاجرة، والأمراض المزمنة، وجودة الحيوانات المنوية. كما يعتمد على دقة التشخيص واختيار العلاج المناسب للحالة، والانتباه لأدق تفاصيلها، والاعتماد على أحدث التقنيات الموجودة، كاختيار أفضل الأجنة بالطرق الصحيحة، والفحص الوراثي للأجنة.

وعن نجاح عملية أطفال الأنابيب، يقول الأطباء إن فشل عملية أطفال الأنابيب يعتبر من أكبر التحديات في مجال الخصوبة، لما يمثل من ضغط نفسي وبدني على الزوجين، ولما يمثله أيضاً من تحدٍ للطبيب والفريق الطبي المعالج. ونجاح عملية أطفال الأنابيب يتطلب محاولات عدة في معظم الحالات، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في بريطانيا، كانت نسبة النجاح تقارب الـ90 في المائة بين الأزواج الذين استمروا في العلاج ولم يستسلموا، وقد احتاج الأزواج في هذه الدراسة إلى 4 محاولات بالمعدل قبل الحصول على طفل سليم.

وسائل التشخيص

يقول الأطباء إن التشخيص الدقيق للحالة، وإجراء عدد من التحاليل والفحوصات المتقدمة، أمر ضروري في علاج تأخر الحمل، والتغلب على فشل عملية أطفال الأنابيب، وأهم وسائل التشخيص هي:

1- المنظار الرحمي: يعتبر المنظار الرحمي إحدى أفضل الطرق لتشخيص وعلاج تجويف وبطانة الرحم، وإزالة أي شوائب أو معوقات قد تمنع الحمل.

2- المنظار البطني: يستخدم المنظار البطن  لتقييم تجويف البطن والحوض وقنوات فالوب، ولاكتشاف وجود أي معوقات للحمل، كالبطانة المهاجرة أو الالتصاقات، ويتم _ عادة – علاجها في حينه.

3- الفحص الوراثي للأجنة: يعتبر الفحص الوراثي للأجنة، من أحدث التقنيات التي ساهمت في زيادة نسب نجاح عمليات الإخصاب المساعدة؛ حيث إنها تفحص التكوين الكروموسومي للأجنة، مما يساعد على اختبار الأجنة الطبيعية، وإرجاعها في الرحم، واستبعاد الأجنة المصابة. كما تمكن هذه الفحوصات من منع نقل الأمراض الوراثية المعروفة مسبقاً في العائلة، كما تمكن من تحديد جنس الجنين.

4- فحص متلازمة أضداد الأجسام الفسفورية، وفحص الأجسام المضادة الأخرى: يعتبر العامل المناعي من أهم العوامل المؤثرة في حصول الحمل وأكثرها تعقيداً، كما تشكل أحد أكبر التحديات في مجال الخصوبة وأكثرها غموضاً. ومن أحد أهم هذه العوامل المناعية هو متلازمة أضداد الأجسام الفسفورية التي من الممكن أن تسبب تأخر الحمل والإجهاض المتكرر.

5- الفحص المتقدم للسائل المنوي للزوج، وتحديد نسبة تكسر المادة الوراثية في الحيوانات المنوية: يعتبر العامل الذكوري أهم أسباب تأخر الحمل إجمالاً، كما يعتبر تحليل السائل المنوي الخطوة الأولى في تقييم هذا العامل. ويتطلب الفشل المتكرر لعملية أطفال الأنابيب إجراء فحوصات متقدمة على السائل المنوي، كفحص نسبة تكسر الحمض النووي وتقديم العلاج المناسب (الحقن المجهري) في حال وجود ارتفاع شديد في نسبة التكسر.

نصائح طبية

وحول النصائح “الذهبية” للمقبلين على الإنجاب، يقول الأطباء إن الإنجاب لم يعد عملية عفوية عشوائية كما كان في السابق؛ بل هو مشروع يحتاج إلى التخطيط المبكر من الزوجين من أجل تحقيق الرغبة في الحمل، وأن تكون رحلة الحمل ناجحة وسالمة وخالية من المشكلات التي قد تطرأ في أي وقت من الحمل وحتى لحظة الولادة، وقدموا مجموعة من النصائح لكل زوجين يخططان لمشروع الإنجاب، وهي:

> المحافظة على الوزن المثالي للزوجين وتجنب السمنة: فلقد ثبت أن زيادة الوزن تؤثر سلباً على الصحة عموماً وعلى خصوبة الزوجين خصوصاً؛ حيث تتسبب زيادة الوزن في إحداث خلل في الهرمونات الضرورية للحمل. عليه، ينصح باتباع أساليب الحياة الصحية التي تتطلب خسارة ولو القليل من الوزن في حال وجود سمنة، كي تزيد من فرص الحمل. كما ينبه أيضاً إلى التأثير السلبي للنحافة الشديدة المصحوبة بعدم انتظام الدورة الشهرية. وبالنسبة للرجال، فإن زيادة الوزن لديهم تؤثر على فرص الخصوبة؛ حيث إنها تؤدي إلى نقص واختلال هرمون التيستوستيرون الضروري لتكون الحيوانات المنوية.

> التقليل من القلق والضغط النفسي: يسبب تأخر الحمل قلقاً وضغطاً نفسياً على الزوجين بدرجات متفاوتة، كما أثبتت الدراسات العلمية أن الضغط النفسي يؤثر سلباً على نتائج علاجات تأخر الحمل. وإذ لا يمكننا القضاء على القلق والإجهاد في حياتنا بشكل تام، فإننا نستطيع التحكم في كيفية تعاملنا معهما. وقد ثبت علمياً، أيضاً، أن التمارين والتدليك واليوغا والتأمل والوخز بالإبر، هي أدوات فعالة في التحكم بالقلق والإجهاد.

> التغذية الصحية والتركيز على المعادن والفيتامينات والحديد: مع بداية التخطيط للإنجاب، يكون الوقت قد حان للبدء في تناول الفيتامينات المتعددة، إذا لم يكن قد بدأ بالفعل، فالمرأة لا تحتاج فقط إلى حمض الفوليك (الذي يستخدم لمنع اختلال تكوين الأنبوب العصبي عند الجنين، وكذلك عيوب القلب والأطراف التي تتشكل في الأسابيع القليلة الأولى من الحمل)، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً أن النساء المصابات بنقص الحديد قد يعانين من ضعف جودة البويضات، كما يمكن أن يؤدي نقص فيتامين “ب 12” أيضاً إلى إباضة غير منتظمة، ويمكن كذلك لنقص فيتامين “د” أن يؤثر على توازن الهرمونات الأنثوية.

توقيت الجماع

> توقيت الجماع وتحري فترة الخصوبة: إن تحديد أيام الخصوبة هو المفتاح للحصول على الحمل، وإن كان ذلك أمراً مربكاً لكثيرين. إذا كانت الدورة الشهرية منتظمة (أي أن مدتها 28 يوماً)، فستكون الإباضة قبل 14 يوماً تقريباً من الدورة التالية، ولكن لا تمتلك جميع النساء فترة منتظمة يمكن التنبؤ بها. هناك كثير من التطبيقات التي يمكن أن تساعد على تتبع الدورة الشهرية، كما يمكن أيضاً تتبع بعض التغييرات في جسم المرأة التي تشير إلى الإباضة للتأكد من المحاولة في الوقت المناسب من الشهر. ستلاحظ المرأة _ مثلاً – تغييرات في مخاط عنق الرحم قبل الإباضة مباشرة.

كما يمكن استخدام فحص تنبؤ الإباضة من الصيدليات، والذي يحدد بطريقة دقيقة حصول زيادة في هرمون “LH” التي تحدث قبل 36 – 48 ساعة. ننصح بالجماع في اليوم الذي تكون فيه القراءة إيجابية في فحص تنبؤ الإباضة، أو عندما ترى المرأة تغيراً في مخاط عنق الرحم، وخلال اليومين التاليين بعد ذلك، فهذا سوف يعطي أفضل فرص للحمل.

ق.م