أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن الجزائر فرضت نفسها كقاطرة في المجال الديني بعد تراجع الأزهر عن أداء الدور المنوط به، مبرزا أنه تم إنشاء ورشة خاصة بمراجعة مضامين كتب التربية الإسلامية
بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.
وأوضح عيسى، خلال نزوله ضيفا على منتدى الإذاعة الوطنية، أن الجزائر تمكنت من اجتثاث التشدد والتطرف الديني اللذين شهدتهما أواخر الثمانينات وفي التسعينات، مستشهدا بلجوء عديد الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا، ألمانيا وكندا للاستعانة بالأئمة الجزائريين من أجل محاورة العائدين من مناطق النزاع، موضحا أنه يواجه الكثير من الصعوبات في اختيار الأئمة الذين يتم إرسالهم إلى تلك الدول.
وأضاف المتحدث ذاته أن الجزائر اليوم تبذل جهدا كبيرا في توعية الجيل الحالي من الوقوع في نفس أخطاء الآباء والأجداد سابقا من خلال جعله يفرق بين الإسلامي السياسي والحقيقي. وكشف الوزير عن الإعداد لقانون توجيهي للسياسة الدينية، يكون جاهزا قبل منتصف 2019، ويحدد بوضوح معالم وأسس المرجعية الدينية في الجزائر، كما أكد عيسى أن من بين الورشات التي أطلقتها الحكومة في إطار مخطط عملها هو ورشة حماية الإمام، والمؤسسة المسجدية بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والتي تسعى إلى تكريس مبدأ صلاحيات الإمام واسترجاع دوره وكرامته.
كما أشار المتحدث إلى وجود ورشة ثالثة عملت على تكييف ومراجعة مضامين التربية الإسلامية في مختلف الأطوار بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية
وبخصوص التكوين أوضح عيسى أن الدولة ستركز على هذا الجانب، من خلال إنشاء 13 معهدا للتكوين ومدرسة عليا للأئمة، واستحداث جذع مشترك بين المدارس القرآنية بغية الوقاية من الخطاب المتشدد واسترجاع الإمام لمكانته.