في إطار دعم التحول الاقتصادي الوطني وتعزيز السيادة الطاقوية للجزائر، استقبل وزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد ياسين وليد، السبت، البروفيسور كريم زغيب، أحد أبرز الخبراء العالميين في مجال بطاريات الليثيوم، وذلك بمقر الوزارة، لبحث مشروع استحداث عروض تكوينية متخصصة في صناعة بطاريات الليثيوم.
ويأتي هذا اللقاء، تجسيدا لحرص الوزارة على مواكبة التوجهات الصناعية الكبرى، خاصة تلك المرتبطة بالطاقات الجديدة والمتجددة، وتثمين الموارد الطبيعية التي تزخر بها الجزائر، وعلى رأسها معدن الليثيوم. وقدم البروفيسور زغيب، خلال اللقاء، عرضا مفصلا حول الاحتياجات التكوينية اللازمة لمرافقة المشاريع الوطنية لتثمين الليثيوم وإنتاج البطاريات، مبرزا أهمية تأهيل الموارد البشرية المحلية وتكوينها وفق أحدث المعايير الدولية، قصد تمكينها من المساهمة الفعلية في هذا المجال الحيوي. كما عبّر عن إعجابه بالتحضيرات الجادة التي باشرتها الوزارة، لا سيما مشروع إنشاء معهد متخصص في هذا المجال. من جهته، ثمن الوزير ياسين وليد، مساهمة البروفيسور زغيب، مشيرا إلى استعداد قطاعه الكامل للعمل المشترك من أجل تصميم برامج تكوينية دقيقة وعملية، تشمل تكوين المكونين وتكييف المناهج مع متطلبات القطاع الصناعي سريع التطور. وفي السياق ذاته، استعرضت الوزارة الخطوط العريضة لمشروعها الرامي إلى إطلاق تكوينات قصيرة وطويلة المدى تغطي سلسلة صناعة الليثيوم والبطاريات، من مرحلة استخراج ومعالجة الليثيوم، مرورا بالتحويل الكيميائي، والتصنيع، وإعادة التدوير، ومراقبة الجودة، إلى غاية إدارة العمليات الصناعية والبحث والتطوير، مع التركيز على دمج الابتكار والتكنولوجيات الحديثة في صلب المناهج. ويعد هذا المسعى خطوة نوعية نحو بناء منظومة تكوين متخصصة، تهدف إلى تأهيل كفاءات وطنية قادرة على قيادة الصناعات المستقبلية، ورفع تحديات الأمن الطاقوي، بما يتماشى مع الرؤية الاقتصادية الجديدة للجزائر.
محمد بوسلامة
