أكد وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، أن الوزارة لا تعتزم حظر استخدام الهاتف النقال داخل المؤسسات التربوية، بل تسعى إلى ضبط استعماله ضمن إطار تربوي منظم يسهم في تعزيز مكتسبات التلميذ، وذلك تحت إشراف مباشر من الأساتذة.
وخلال مواصلته للجولة الميدانية التي شملت عددًا من ولايات الوطن، كانت آخرها ولاية تيبازة، أوضح الوزير أن هذه الزيارات تندرج ضمن التحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي المقبل، بهدف ضمان ظروف استقبال ملائمة للتلاميذ، والوقوف على جاهزية الهياكل والتجهيزات التربوية. وفي معرض تصريحه الإعلامي، أشار الوزير إلى المراسلة التي وجهتها وزارة التربية إلى مديريات التربية، والتي تناولت بعض السلوكيات السلبية المسجلة داخل المؤسسات التعليمية، موضحا أن هذه المراسلة تشكل تنبيهًا مبكرًا لكل المعنيين، من أولياء ومؤسسات شريكة، لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، مشددًا على أن الهدف ليس إثارة المخاوف، بل الوقاية الاستباقية. كما أبدى الوزير انشغاله ببعض الظواهر السلبية، وعلى رأسها الاستخدام المفرط للهاتف النقال داخل الأقسام، سواء من طرف التلاميذ أو بعض أفراد الهيئة التدريسية، خاصة عند تصوير فيديوهات دون موافقة الأولياء، وأكد مجددًا أن الاستعمال غير ممنوع، وإنما يجب أن يكون مضبوطًا في إطار تربوي يعود بالنفع على التلميذ. وفي السياق ذاته، جدد الوزير تحذيره من “ترند البراسيتامول” الذي وصفه بالمقلق، استنادًا إلى تقارير طبية تُظهر مخاطره الصحية على التلاميذ، داعيًا الأسرة التربوية والأولياء إلى زيادة الوعي بمثل هذه السلوكيات، إلى جانب محاربة استهلاك المشروبات الطاقوية والسجائر الإلكترونية. كما دعا، إلى ضرورة العمل على ترسيخ ثقافة احترام الكراريس والمحتوى العلمي، بدلًا من ظاهرة تمزيقها بعد نهاية كل سنة دراسية، مشددًا على أهمية تحفيز التلاميذ بتنظيم حفلات تكريم ناجحة تشجع على الاستمرارية والنجاح. وأكد سعداوي، أن الوزارة تمضي قدمًا في تطوير التعليم عبر تحديث المحتوى البيداغوجي وتوفير مادة علمية محينة، ضمن مشروع المسابقة الوطنية للابتكار، التي تهدف إلى تحويل أفكار التلاميذ إلى مشاريع ومؤسسات ناشئة. وحول زياراته التفقدية، أوضح الوزير أنها تأتي لمتابعة تقدم المشاريع التربوية التي تعرف تأخيرات في الإنجاز، حيث ثمّن جهود السلطات المحلية في تدارك بعض الإشكالات، رغم الطابع التقني الذي يطبع الكثير من التأخيرات. وأشار إلى أن هذه الزيارات، تهدف أيضًا، إلى دعم ومرافقة فرق مديريات التربية، من خلال الاستماع لانشغالاتهم والبحث عن حلول عملية للعراقيل التي تعيق حسن سير العملية التربوية. وقد تخللت الزيارة تدشين عدة مؤسسات تربوية، والتأكيد على جاهزية تسعة مجمعات مدرسية، منها ثلاث متوسطات ستدخل حيز الخدمة مع بداية السنة الدراسية الجديدة، فضلًا عن متابعة مشاريع أخرى قيد الإنجاز. وختم وزير التربية تصريحه، بتجديد الدعوة إلى تكاثف جهود كافة الفاعلين في القطاع لضمان بيئة مدرسية سليمة وآمنة، تكون حاضنة لتحصيل علمي نوعي، وتسهم في تجسيد رؤية رئيس الجمهورية نحو بناء مدرسة منتجة وفاعلة ضمن المجتمع.
سامي سعد