وزير الأوقاف المصري في محاضرة لأئمة الجزائر: مفهوم الدولة مرن متطور وليس جامدا

وزير الأوقاف المصري في محاضرة لأئمة الجزائر: مفهوم الدولة مرن متطور وليس جامدا

عقدت أكاديمية الأوقاف الدولية بالقاهرة محاضرة لأئمة ووكلاء الأوقاف الجزائريين، حاضر فيها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري والدكتور عبد الله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والإعلامي الكبير الدكتور محمد الباز رئيس تحرير صحيفة “الدستور”.

وفي كلمته، أكد وزير الأوقاف أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأنه لابد للدين من دولة قوية تحمله وتحميه وترفع رايته عاليا، فالمشـردون لا يقيمون دينًا ولا دولة، وإذا اختل ميزان الدولة عمت الفوضى، ونحن بلا شك وبكل قوة وحسم مع خيار الدولة، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا بالعمل والإتقان، احترم الناس ديننا ودنيانا، ودورنا إعادة النظرة الحضارية العظيمة لديننا ليس بالكلام وإنما بالقدوة، فالإسلام فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ويوازن بين العبادة والعمل.

كما تناول وزير الأوقاف عددًا من إصدارات الأوقاف المتميزة في قضايا التجديد والتي يأتي في مقدمتها كتاب: “مهارات التواصل الدعوي في السنة النبوية”، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يوضح في رؤية عصرية أهم وسائل وأساليب الدعوة في السنة النبوية المشرفة، ويبرز بعض الجوانب الإنسانية في حياة رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ويبين أن الدعوة بالقدوة والحال أبين وأجل وأوضح وأكثر تأثيرًا من الدعوة بالمقال.

وفي كلمته، أكد الدكتور عبد الله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن فكرة الدولة هي مفتاح للسعادة، ففكرة الدولة قامت منذ بداية الإسلام عندما أقام النبي (صلى الله عليه وسلم) دولة يعيش الناس فيها، وكل القيم والمعاني الإنسانية قامت على تلك الدولة، وانتشر الإسلام بهذا الطريق الصحيح.

وأشار إلى أمرين، الأمر الأول: أن حب الوطن فطرة طبيعية، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أروع المثل على حب وطنه حينما حدث في مكة وهو خارج منها، حيث خاطبها مخاطبة الشخص الطبيعي قائلاً: “والله إنك لأحب بلاد الله إلي، وأحب البلاد إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”، هذا المثل الذي يُحتذى به في أن المكان الذي يعيش فيه الإنسان هو كيان يمثل درجة كبيرة من الأهمية، بل لابد أن يعتبره جزءًا من انتمائه ووجوده ويشعر الإنسان بالغيرة عليه، والأمر الثاني: أن هذا الوطن له واجب على الإنسان، ومن الخطأ أن يظن البعض أن له حقوقًا وليس عليه واجبات، فكل حق يرتبط بواجب، فالبائع حينما يقدم السلعة ينتظر الثمن، وفي مجال الحق الوطني هو حق من حقوق الله (عز وجل) وهو حق مطلق لا ينتظر منه العبد المقابل.

وفي كلمته، أكد الدكتور محمد الباز أن ضياع الدولة يعني ضياع الدين، وبقاء الدولة تمكين للدين، فالدولة تسير عبر مؤسساتها القانونية الشرعية، مبينًا أن مصلحة الفرد والدولة مصلحة واحدة مشتركة وليست مصالح متقابلة، والرسالة الدعوية تكمن في إقناع الفرد بهذه الرسالة، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أول ما وصل إلى المدينة عنى ببناء الدولة على أسس سليمة، فأول ما قام به هو بناء مؤسسات الدولة التعليمية والتعبدية وتتمثل في بناء المسجد، وكذلك عنى ببناء المؤسسات الاقتصادية والتي تتمثل في إقامة السوق.

ب/ص