بعدما أنهت اليونيسكو الجدل بأن أغنية الراي جزائرية وليست مغربية

وزيرة الثقافة: هذا الاعتراف رسالة صداقة وحب وسلام للإنسانية جمعاء

وزيرة الثقافة: هذا الاعتراف رسالة صداقة وحب وسلام للإنسانية جمعاء

قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، إن تسجيل الراي كغناء شعبي جزائري على قائمة التراث اللامادي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، “يشكل بالنسبة إلى الجزائر شهادة حاسمة باعتراف العالم بهذا النوع الثقافي والفني والموسيقي”.

وغردت المنظمة على حسابها “تسجيل جديد على لائحة التراث غير المادي، الرّاي، الغناء الشعبي للجزائر” مضيفة عبارة “مبروك!”.

وأوضحت مولوجي، في كلمة تم بثها بمناسبة الاجتماع الـ 17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، أن هذا الاعتراف يمثل رسالة صداقة وحب وسلام (…) مهداة للعالم وللإنسانية جمعاء”، وهي رسالة تعتبرها الوزيرة “بمثابة الشاهد الذي يسجل الأحداث التاريخية وأحلام السلام”.

وقدمت مولوجي تشكراتها باسم الرئيس عبد المجيد تبون، “للجنة الحكومية الدولية المجتمعة في دورتها السابعة عشر وكذا اللجنة الحالية للتقييم نظير خبرتها الموضوعية والنزيهة التي حققت هذا الاعتراف الدولي (…) وإلى كل الدول التي ساندت هذا الترشح وكذا أمانة الاتفاقية للجهود المبذولة والعمل المنجز في جو التبادل والسماع والمرافقة”.

وأكدت الوزيرة على “التزام الدولة الجزائرية بخدمة كل ما تباشر به اليونيسكو من أجل الثقافة والتراث والفنون العالمية”، مشيرة إلى “فخر وشرف الجزائر لاحتضانها المركز المكلف بالتراث الثقافي اللامادي لكل القارة الإفريقية” ملتزمة “بتعزيزه بكل الوسائل الضرورية لضمان سيره بانتظام وكفاءة”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، قد أدرجت، الخميس، الراي “غناء شعبي جزائري”، في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية.

ويعد الرّاي الجزائري وسيلة لنقل الواقع الاجتماعي بدون محرمات أو رقابة، ويتناول موضوعات مثل الحب والحرية واليأس ومحاربة الضغوط الاجتماعية.

وظهر هذا النوع الغنائي في ثلاثينيات القرن الـ20، وكان منتشرا خاصة في المناطق الريفية بالغرب الجزائري من قبل “الشيوخ والشيخات”، حيث كانوا يغنون نصوصا شعرية باللهجة الجزائرية العربية، مع فرقة موسيقية بآلات تقليدية.

وفي منتصف الثمانينيات، عرفت موسيقى الرّاي انتشارا واسعا بفضل بروز “الشباب”، مع إدخال آلات عصرية على هذه الموسيقى الجزائرية التقليدية في مدينة وهران، التي احتضنت أول مهرجان لهذه الموسيقى في 1985.

وفي الفترة نفسها وصل هذا النوع الموسيقي إلى فرنسا بمناسبة مهرجان في “بوبيني” قرب باريس في 1986.

وبفضل هذا المهرجان، اكتشف الجمهور الفرنسي صوت نجوم الرّاي الصاعدين مثل الشاب مامي والشاب خالد وكذلك القدامى مثل الشيخة الرميتي، الذين أصبحوا لاحقا من نجوم العالم.

وفي غضون سنوات قليلة، توسّع جمهور موسيقى الرّاي، وجذب اهتمام الشركات الكبرى حتى أصبح الشاب خالد أول فنان من شمال إفريقيا يدخل قائمة أفضل 50 مغنيا في أوائل التسعينيات بأغنيته “ديدي”.

وبات للجزائر حاليا 9 عناصر مدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وهي أهليل قورارة، ولباس العرس التلمساني (الشدة)، والاحتفال بالمولد النبوي (السبوع) في تيميمون، وركب أولاد سيدي الشيخ، واحتفال السبيبة، بالإضافة إلى ثلاثة عناصر بالاشتراك مع دول مجاورة وهي “الإمزاد” و”الكسكس” و”الخط العربي”.

وظل تصنيف الراي محل تنازع بين الجزائر والمغرب التي تقدمت من جانبها جمعية “وجدة فنون” بطلب لتسجيله تراثا مغربيا، وهو ما دفع الجانب الجزائري للمسارعة بتقديم ملف متكامل يثبت جزائرية الأغنية التي تشير كل الشواهد لنشأتها في الغرب الجزائري.

ولاقى هذا التصنيف ردود فعل كثيرة مرحبة في الجزائر من قبل فنانين ومثقفين اعتبروا أن هذا التصنيف خطوة مهمة بعد سنوات طويلة ظل فيها هذا الفن مهمشا حتى في الجزائر نفسها، على الرغم من بلوغه العالمية.

ب/ص