وزيرات الثقافة.. أداء وسير متباينة

وزيرات الثقافة.. أداء وسير متباينة

تبايَن أداءُ الوزيرات الأربع في القطاع الثقافي، كما اختلفت فتراتُ وظروف تولّيهن مناصبهنّ؛ فتومي (1958) عُيّنت مع بدايات فترة حُكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد انضمام حزبها المعارِض إلى حكومته، وهو انضمامٌ لم يستمرَّ طويلاً؛ إذ سرعان ما قرّر الانسحاب من الحكومة، في حين فضّلت هي التخلّي عن حزبها والاحتفاظ بمنصبها الذي ظلّت فيه طيلة 14 سنة، وهي أطول فترةٍ لوزير ثقافة في الجزائر. لكنَّ تلك الفترة ألقت بظلالها مجدَّداً على سيرتها، إذ اعتقلت في 2019، بتُهمٍ تتعلَّق بـ “الفساد”.

أمّا لعبيدي (1954)، الحاصلة على دكتوراه في التصوير السينمائي من “جامعة السوربون” في باريس عام 1987، فأُقيلت بعد سنة من تعيينها (2014 – 2015) في سياق حملةٍ شنّها عليها “حزب العمّال” الذي اتّهمها بالفساد وباستغلال منصبها في مشاريعها الشخصية. غادرت لعبيدي المنصب، لكنّها ظلّت تُلاحِق الحزب قضائياً. وفي العام الماضي، كسبت دعوى قضائيةً ضدّ مسؤول الإعلام فيه، جلّول جودي، حيث أدين بتُهمتَي القذف والتشهير.

وعُيّنت مرداسي (1983) في أوّل حكومةٍ بعد الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر في 2019، ثمّ غادرت المنصب بعد تقديمها استقالتها في أوت مِن العام نفسه، على خلفية حفلٍ قدّمه المغنّي الجزائري عبد الرؤوف درّاجي (سولكينغ) بالجزائر العاصمة وشهد سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى، وتلته حملة إقالات وسَجن لعددٍ من المسؤولين في القطاع. كانت تلك الأشهر الخمسة أقصر فترة يقضيها وزير في “قصر هضبة العناصر” (مقرّ وزارة الثقافة)، وكانت تلك الاستقالة الأولى لوزير ثقافة جزائري أيضاً.

أمّا بن دودة، فعُيّنت مطلع العام الماضي في أوّل حكومةٍ في فترة الرئيس عبد المجيد تبّون، الذي وصل إلى السلطة بعد أوّل انتخابات رئاسية تلت الحَراك.

ضمّت تلك الحكومة، أيضاً، منصبَين آخرين على صِلة بالقطاع الثقافي؛ هما كتابة الدولة المكلَّفة بالصناعة السينماتوغرافية التي أُسندت إلى الممثّل يوسف سحايري، وكتابة الدولة المكلَّفة بالإنتاج الثقافي التي أُسندت إلى الموسيقي سليم دادة. وبدا أنَّ ذلك أحدث تضارُباً في المصالح بين الهيئات الثلاث، انتهى بالاستغناء عن المنصب الأوّل، ثمّ عن الثاني.

وعينت مؤخرا وزيرة الثقافة الجديدة، وفاء شعلال. التي  انتُخبت في 2017 نائبةً في البرلمان عن “التجمُّع الوطني الديمقراطي” بولاية تيارت، بينما أشارت وسائل الإعلام إلى كونها حاصلة على شهادة دكتوراه، وأنّها ناشطة في جمعية خيرية للتكفُّل بالأيتام.

وعلى خلاف سابقاتها، لم يُعرف عن شعلال، التي تُمثّل واحدةً مِن أربع نساء تضمُّهن الحكومة الجديدة – وهو رقمٌ أقلَّ مِن سابقه في حكومة جرّاد التي ضمّت خمس وزيرات – أيُّ نشاطٍ ثقافي قبل تولّيها وزارة الثقافة.

ق/ث