-
نحو تقييم الأداء واستشراف لمستقبل أحسن
في خطوة تقييمية تعكس جدية السلطات الصحية في مراجعة الأداء وتحسين التكفل بمرضى السرطان، نظمت وزارة الصحة، الثلاثاء، لقاء وطنيا ضم مسؤولي القطاع، ممثلي المؤسسات الصحية، ومختلف الفاعلين في الميدان، لمناقشة الاستراتيجية الوطنية وتقديم حصيلة مدعّمة بالأرقام التي تكشف التحديات والإنجازات على حد سواء.
48 بالمائة من ميزانية المستشفيات مخصصة للأدوية
ومن أبرز ما كشفه اللقاء، أن نفقات الأدوية استحوذت على 48 بالمائة من إجمالي ميزانية المستشفيات الجزائرية، ما يعكس أولوية الدولة في تأمين العلاجات، خاصة لمرضى السرطان الذين تتطلب حالاتهم علاجات مكثفة ومكلفة.
45 بالمائة تغطية طبية ببعض التخصصات والهدف الوصول لـ86 بالمائة في أفق 2026
كما أظهرت المعطيات، أن نسبة التغطية الطبية لبعض التخصصات بلغت 45 بالمائة فقط، وهي نسبة لا تزال بعيدة عن تلبية الحاجيات الوطنية، خاصة في التخصصات الدقيقة مثل علاج الأورام. وتهدف وزارة الصحة إلى رفع هذه النسبة إلى 86 بالمائة بحلول نهاية عام 2026، من خلال تدعيم التكوين وتوسيع التوظيف.
130 مركزا لعلاج السرطان على المستوى الوطني
وفيما يخص البنية التحتية، تم الإعلان عن إنشاء 130 مركزا مخصصا لعلاج السرطان موزعة عبر مختلف ولايات الوطن، في إطار مقاربة تهدف إلى تقريب العلاج من المرضى وتقليص الضغط على المراكز الكبرى ،كما يعد الضغط على الشمال وخلل في الجنوب حيث احصت الوزارة 377 ألف مريض بالأشعة مقابل أقل من 5 آلاف في بعض الولايات. أما بالنسبة لأرقام مراكز الأشعة، حيث سلطت الضوء على تفاوت كبير في توزيع المرضى جغرافيا حيث تم تسجيل 377 ألف مريض تلقوا خدمات الأشعة على المستوى الوطني، في حين لم تتجاوز بعض المراكز في الجنوب مثل بشار وأدرار حاجز 5000 حالة. كما يطرح هذا الخلل، تساؤلات جدية حول العدالة في توزيع الموارد الصحية ويدفع نحو إعادة رسم خارطة علاجية منصفة.
الأرقام تؤكد الحاجة إلى إعادة ضبط البوصلة الصحية
كما تكشف هذه المعطيات، أن الجزائر خطت خطوات معتبرة في بناء منظومة صحية لعلاج السرطان، لكن الواقع الرقمي يفرض التوجه نحو تحقيق عدالة صحية فعلية، تراعي خصوصية كل منطقة وتضمن تكافؤ الفرص في العلاج، بغض النظر عن الموقع الجغرافي بل إنها معركة أرقام، لكنها في جوهرها معركة حياة.
إيمان عبروس