كشفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، عن فتح مُسابقة لكتابة أحسن سيناريو لإنجاز فيلم سينمائي عن الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي.
وقالت مولوجي خلال الجلسة العلنية بمجلس الأمة التي خُصصت لطرح أسئلة شفوية على عدد من الوزراء: ”سيتم إنجاز فيلم مُطول لتأريخ أمجاد ومآثر وإنجازات الشيخ محمد المغيلي”.
وتابعت الوزيرة: “لا يخفى على الجميع أنّ فيلم بهذا الحجم يتطلب توفر العديد من الإمكانيات التقنية والفنية على غرار توفر سيناريو جامع مُتعدد الأبعاد، وعليه ستُطلق وزارة الثقافة والفنون مُسابقة وطنية لإنجاز أحسن سيناريو لفيلم سينمائي عن الشيخ بن عبد الكريم المغيلي، ضمن برنامج الدعم السينمائي لسنة 2024″.
وأردفت المُتحدثة: ”لا يختلف اثنان أنّ الشيخ المغيلي طفرة زمانه من حيث الرؤيا، التقدير، العلم والرسالة، فقد كان رجلا بأمة ودليل ذلك ما يتوارث من سيرته ومنجزاته”.
وفي نفس السياق، ذكّرت المسؤولة الأولى عن القطاع، بالمُلتقى الدولي الموسوم بـ “الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، الحوكمة واستقرار المُجتمعات الإفريقية ووحدتها الذي نُظم بالجزائر يومي 12-13 ديسمبر 2022″، مُشيرة إلى أنّ الوزارة الوصية لازالت عاكفة على تنفيذ جزء من توصياته، حيث يتم خلال هذه الأيام نشر هذه الأخيرة بـ 4500 نسخة بالعربية، الإنجليزية والفرنسية.
الشيخ محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني (790هـ\1425م تلمسان – 909هـ\1504م أدرار) العلامة والصّدر هو عالم وفقيه من مدينة تلمسان في أواخر عهد مملكة بني زيان، كان له دور كبير في نشر الإسلام في أدغال وممالك إفريقيا السوداء، كما اشتهر بقيادته لحرب ضد اليهود في منطقة توات بصحراء أدرار حاليا بسبب محاولتهم مضايقة المسلمين.
ويصل نسب محمد المغيلي من جهة أبيه إلى الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن فاطمة الزهراء بنت النبي محمد، ولد الإمام بمدينة تلمسان غرب الجزائر ودرس بها فترة من الزمن ثم انتقل لطلب العلم عند الشيخ عبد الرحمن الثعالبي بمدينة الجزائر، ومنها انتقل إلى بجاية ثم انتقل أخيرا إلى أرض توات التي حارب بها اليهود ثم انتقل من هناك إلى أرض السودان واتصل بعدة أمراء لتكون عودته النهائية إلى أرض توات أدرار وبها توفي بالمكان الذي يحمل اسم زاويته الآن بالقرب من قصر بوعلي بلدية زاوية كنتة سنة 909هـ.
وكان محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني يتدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية ليس في المغرب العربي فحسب، بل في إفريقيا جنوب الصحراء أيضاً، فنصح أمراء السودان وقاوم نفوذ اليهود ولا سيما في توات، وكان كثير المراسلات مع علماء عصره في القضايا التي كانت تهمه، وهو لهذا كان في حاجة إلى آراء الفقهاء فيما كان بصدده من مشاكل.
ب\ص