في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز ثقافة الاستهلاك الرشيد ومكافحة ظاهرة التبذير الغذائي، أعلنت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية عن إطلاق الحملة الوطنية للحد من التبذير خلال شهر رمضان الكريم، تحت شعار “ماتبذرش.. خلي النعمة تدوم”، وذلك بالتنسيق مع مختلف القطاعات والهيئات المعنية.
وتهدف هذه الحملة إلى نشر الوعي بأهمية الاستهلاك المسؤول وترسيخ ثقافة الترشيد في التعامل مع الموارد الغذائية، خصوصا خلال شهر رمضان، الذي يشهد زيادة كبيرة في الطلب على المواد الغذائية، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإسراف والتبذير.
ترسيخ ثقافة الاستهلاك المسؤول وتعزيز التضامن الاجتماعي

أوضحت وزارة التجارة أن الحملة لا تقتصر فقط على التحسيس بأهمية تقليل التبذير، بل تسعى أيضا إلى ترسيخ قيم التضامن والمسؤولية الاجتماعية، حيث أن تقليل التبذير الغذائي يساهم في تحقيق التوازن في السوق، دعم الاقتصاد الوطني، والحد من الضغط على الموارد الطبيعية. كما أكدت الوزارة، أن الإسراف في المواد الغذائية خلال شهر رمضان يؤثر سلبا على القدرة الشرائية للأسر الجزائرية، فضلا عن التحديات البيئية التي يسببها التبذير، مثل زيادة حجم النفايات الغذائية وتأثيرها على الموارد الطبيعية.
حملات توعوية وأنشطة ميدانية واسعة

تتضمن هذه المبادرة برنامجا متكاملا من الأنشطة التوعوية، من بينها حملات إعلامية مكثفة عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، بهدف نشر رسائل تحسيسية حول أهمية الترشيد والتوازن في الاستهلاك. إضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم حملات ميدانية بالتعاون مع التجار والمنتجين والجمعيات المهنية وحماية المستهلك، حيث ستشمل هذه الأنشطة توزيع منشورات إرشادية، تنظيم ندوات توعوية، وعقد لقاءات مباشرة مع المواطنين في الأسواق والمتاجر الكبرى، لتحفيزهم على اعتماد سلوكيات استهلاكية مسؤولة والحد من شراء كميات تفوق احتياجاتهم الفعلية.
تعاون واسع لإنجاح الحملة
وأكدت الوزارة، أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة ضمن استراتيجية وطنية أوسع لتعزيز الأمن الغذائي، تحقيق الاستدامة، وتعزيز السلوكيات الاقتصادية الإيجابية، داعية جميع المواطنين إلى المساهمة الفعالة في إنجاح الحملة، والتعاون مع الجهات المعنية لترسيخ ثقافة استهلاك أكثر وعيا ومسؤولية.
محمد بوسلامة