ورڤلة… نحو رسم حدود الموقع الأثري لمدينة سدراتة

elmaouid

سيتم تنفيذ في “القريب” عملية لرسم حدود الموقع الأثري لمدينة سدراتة العريقة الواقعة على بعد نحو 14 كلم جنوب غرب مدينة ورڤلة، حسب ما عملت “وأج” من مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين

التراث الثقافي بوزارة الثقافة.

ويرتقب أن يشرع في هذه العملية الرامية إلى تثمين وحماية المدينة الأثرية العتيقة لسدراتة والتي تندرج في إطار تطبيق توجيهات وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بخصوص حماية التراث الثقافي في شهر أكتوبر القادم على أقصى تقدير، وذلك من طرف فريق من المختصين تابعين للمركز الوطني للبحث في علم الآثار، مثلما أوضح فريد شنتير.

وستسمح بعد استكمالها بتحديد وحماية الخصائص الأثرية والتاريخية للموقع من التوسعات بمحيطه، سيما منها الأنشطة الفلاحية والخدماتية، كما تم شرحه.

ويمتد هذا المعلم الأثري لمدينة سدراتة العريقة على مساحة 1.152 هكتارا، من بينها 769 هكتارا مصنفة، كما أشير إليه.

ويعود تأسيس مدينة سدراتة التاريخية (إسدراتن باللغة الأمازيغية) إلى القرن العاشر من قبل الرستميين الفارين من تيهرت (تيارت حاليا)، حيث أقاموا بها لمدة ثلاثة قرون، وتقع بالقرب من مدينة وارجلان القديمة (ورڤلة حاليا)، حسب ما ترويه أبحاث تاريخية. 

وخضعت هذه المدينة الصحراوية القديمة التي طمست معظم معالمها تحت الكثبان الرملية بفعل عوامل طبيعية إلى حفريات قام بها باحثون أجانب ووطنيون بين 1878 و1997، وقد شهدت ازدهارا حضاريا ثقافيا وعلميا كبيرا، وذلك ما تؤكده محتويات عديد المخطوطات التي خلفها علماؤها وأئمتها وفقهاؤها، مثلما ذكر المكلف بالإتصال لجمعية “إسدراتن” مصطفى بابزيز.

وأصبحت بعض المعالم الأثرية والأطلال التي قاومت العوامل الطبيعية لهذه المدينة العريقة اليوم موقعا لاسترجاع الإباضيين لبعض حقبها التاريخية.

ويتجلى ذلك في الزيارة السنوية إلى مدينة سدراتة التاريخية التي تنظم عادة في فصل الربيع (شهر أفريل) والتي تجمع أتباع المذهب الإباضي من ورقلة وغرداية  إلى جانب حضور عديد المدعوين. 

وتحصي ولاية ورڤلة حاليا أكثر من 50 موقعا أثريا ومعالم تاريخية من بينها خمسة مصنفة تراثا وطنيا، ويتعلق الأمر بموقع سدراتة الأثري والمتحف الصحراوي (ورڤلة) ومسجد بني جلاب (تقرت) وكذا القصور العتيقة لورقلة وتيماسين، حسب معطيات مديرية الثقافة.