تم اتخاذ تدابير من أجل تسريع وتيرة عملية تسوية وضعية العقار الفلاحي بدائرة الطيبات التابعة للمقاطعة الإدارية تقرت، حسب ما علم لدى مصالح الولاية.
وتستهدف هذه العملية التي تندرج في إطار تطبيق التعليمة الوزارية المشتركة رقم 162 المؤرخة في 13 فيفري سنة 2013، والتي تتضمن إعادة تفعيل الجهاز المتعلق بالعقار الفلاحي في الولايات الصحراوية، نحو عشر مستثمرات فلاحية موزعة عبر إقليم البلديات الثلاثة لهذه الدائرة (الطيبات والمنقر وبن ناصر)، مثلما جرى توضيحه خلال زيارة ميدانية للسلطات الولائية مؤخرا بالجهة.
ويتوخى من هذا الإجراء رفع العراقيل والصعوبات المسجلة على الميدان والتي تتمثل أساسا في الحيازة على الملكية العقارية الفلاحية، إلى جانب السماح للفلاحين الذين يزاولون نشاطهم بهذه المستثمرات الفلاحية الحصول على عقود امتياز تمكنهم من الاستفادة من المزايا التي توفرها الدولة ضمن مختلف البرامج التنموية، حسب المصدر ذاته.
وأوضح المدير المنتدب للمصالح الفلاحية محرز عون، أنه جرى لحد الآن إنشاء 12 محيطا فلاحيا لفائدة الشباب عبر بلديات دائرة الطيبات التي تزخر بمقومات طبيعية من شأنها المساهمة في النهوض بالقطاع الفلاحي، كوفرة المياه الجوفية والأراضي الشاسعة القابلة للاستصلاح، مضيفا أن نسبة تقدم الأشغال القاعدية المتمثلة أساسا في ربط المحيطات الفلاحية بشبكة الكهرباء وفتح المسالك الفلاحية وإنجاز آبار السقي قد بلغت 60 في المائة.
يذكر أن النشاط الفلاحي بالطيبات المتاخمة للحدود الإدارية لولاية الوادي سجل قفزة خلال السنوات الأخيرة بالنظر إلى الإنجازات المحققة على أرض الواقع بفضل عدة عوامل أبرزها التشجيع والمرافقة التقنية للفلاحين المحليين الذين رفعوا التحدي. ويتجلى ذلك في النتائج “الواعدة” والمردود “الجيد” الذي تم الحصول عليه على مستوى العديد من المستثمرات الفلاحية بالطيبات التي تقدر بها المساحة المسقية بـ 6 آلاف هكتار موجهة لممارسة عدة شعب فلاحية، على غرار زراعة الخضر والفواكه من بينها البطاطا التي تأخذ حصة الأسد بما يقارب 1500 هكتار، بالإضافة إلى زراعة الفول السوداني وزراعة الأشجار المثمرة بما في ذلك زراعة الكروم المخصصة لإنتاج عنب المائدة وتربية المواشي، يضيف ذات المتحدث.
وذكر عون أن الزراعة المحمية في البيوت البلاستيكية هي الأخرى تشهد تطورا محسوسا، حيث تحتل هي الأخرى مكانة متميزة من بين الشعب الممارسة على مستوى هذه الجماعة المحلية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أحد المستثمرين الناشطين في هذا الميدان ينوي تصدير أصناف من الفلفل الحلو (الأخضر والأصفر والأحمر وغيرها) واقتحام الأسواق الخارجية لاسيما بدولة الإمارات العربية المتحدة. وبهدف إزالة الصعوبات التي تواجه الفلاحين في تسويق منتجاتهم على الصعيد المحلي، تتجه مساعي السلطات المحلية إلى استحداث سوق جملة للخضر والفواكه بالطيبات يتم تمويله من قبل الصندوق المشترك للجماعات المحلية، كما أشير اليه.
أما بخصوص تخزين المواد الفلاحية، أكد السيد عون أن أشغال المشروع المتضمن إنجاز مخزن تبريد بقدرة استيعاب تقدر بـ 4 آلاف مكعب يسجل حاليا نسبة 40 في المائة.
ومن شأن هذا المشروع الطموح الذي تشرف على تجسيده الشركة الوطنية “فريقو ميديت” على مساحة إجمالية قوامها 2 هكتار بعاصمة الولاية المنتدبة بتقرت، أن يساهم في تحسين قدرات تخزين المنتجات الفلاحية وفقا للمعايير المعمول بها، فضلا عن استحداث مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة.
إقبال متزايد للفلاحين على استزراع عدس الماء
يولي فلاحو ولاية ورڤلة اهتماما متزايدا لنشاط استزراع عدس الماء ونباتات مائية أخرى على غرار الأزولا أيضا بالنظر لفوائدها في تغذية أسماك المياه العذبة، كما تسمح أيضا بتخفيف أعبائهم المالية الكبيرة لاقتناء الأعلاف السمكية والأسمدة الكيميائية، حسب ما علم لدى مسؤولي الغرفة المشتركة لما بين الولايات للصيد البحري وتربية المائيات بورڤلة.
وفتح نجاح التجربة التي قامت بها محطة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله شهر مارس الفارط آفاقا “واعدة” أمام فلاحين من ورڤلة ومن عديد الولايات الأخرى كذلك بعد أن تم الحصول على هذا الجنس من السراخس المائية من جمهورية مصر بالتحديد، حسب ما أوضح رئيس الغرفة فوزي هبيتة. وساهم نجاح هذه التجربة الجديدة بجنوب الوطن إلى غاية الآن في خوض أزيد من 100 فلاح لها كانوا قد استفادوا من دورة تكوينية حول التأثيرات الإيجابية للعملية في دعم وتطوير هذه الشعبة وكذا التقنيات الصحيحة في استزراع هذه النباتات المائية داخل الأحواض (عدس الماء والأزولا)، كما جرى توضيحه.
وتضمنت هذه التجربة الناجحة، استزراع مساحات واسعة من هذا النبات المائي الغني بالبروتين (حوالي 40 بالمائة) من خلال استزراع 200 غرام منه في كل واحد متر مربع من مياه الأحواض، مما سمح في غضون أسبوع واحد فقط بتحقيق إنتاج “وفير جدا” من عدس الماء، وهو نبات مائي عائم يعتبر مكملا غذائيا للأسماك من جهة وكسماد نباتي للتربة من جهة ثانية، كما ذكرت من جهتها مسؤولة المحطة وفاء موفي. ووجهت هذه الكميات المستزرعة عبر أحواض تربية أسماك المياه العذبة لتزويد فلاحي المنطقة وعديد المناطق الأخرى بشمال الوطن بعينات وشتلات من هذا النبات المائي الذي يتميز بسرعة نموه ومردوده الكبير والذي بإمكانه أن يدخل كذلك في مسار تغذية الدواجن، وفق ما شرحت ذات المسؤولة.
“إن التجربة التي خاضتها ورڤلة في استزراع نباتات عدس الماء ذي الفوائد الهامة تستحق التعميم، حيث أنه بإمكان أي فلاح بسيط أن يمارس هذا النشاط كبديل منخفض الثمن لأعلاف الأسماك، خاصة وأن هذا النشاط لا يتطلب إمكانيات كبيرة أو مجهودا معتبرا” تضيف السيدة موفي.
كما كللت تجربة أحد الفلاحين بمنطقة أنقوسة (شمال غرب ورڤلة) بنجاح “كبير” وتمكن في وقت قصير من تحقيق إنتاج وفير جدا من هذا النبات المائي الذي قام باستزراعه عبر ثلاثة (3) أحواض. “بعد أن فقدت الأمل، ها هو اليوم نبات عدس الماء الذي قمت بتجربة استزراعه ينمو بشكل كبير بعد أن اعتدل الجو وبفضل الجهات المختصة التي عززت معارفي وقامت بتلقيني الطرق التقنية الصحيحة لاستزراعه إضافة إلى منحي شتلاته”، كما ذكر الفلاح عبد الرزاق بوقطاية.
وتشرف حاليا محطة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله على إدخال عدة تجارب أخرى حول فوائد عدس الماء في تغذية الدواجن، حيث شرع مؤخرا في التحضير لهذه العملية في انتظار انطلاقها في غضون شهر ديسمبر المقبل، حسب مسؤولة المحطة.
يذكر أن هذه المحطة تتكفل بمختلف برامج التنمية الفلاحية التي أعدتها الدولة لفائدة المناطق الصحراوية لاسيما فيما تعلق بتطوير الشعب الإستراتيجية كزراعة النخيل والحبوب والخضروات والأشجار المثمرة، بالإضافة إلى التربية الحيوانية كتربية النحل وغيرها. ويعد عدس الماء والأزولا وغيرها من الطحالب والنباتات المائية التي تساعد على تربية المائيات كبديل منخفض الثمن لعلف الأسماك.
مساعٍ من أجل إدراج هذا النشاط ضمن المدونة الفلاحية للولاية
تسعى الغرفة المشتركة لما بين الولايات للصيد البحري وتربية المائيات بورڤلة إلى إدراج عملية استزراع هذا الجنس من النباتات المائية ضمن المدونة الفلاحية بالولاية، حتى يتمكن صغار الفلاحين من الإعتماد عليها مستقبلا كغذاء مكمل، حسب ما أوضح فوزي هبيتة. ويأتي ذلك ضمن الجهود المبذولة من أجل تشجيع نشاط تربية الأسماك بولايات الجنوب وتدعيم الثروة السمكية لتلبية الحاجيات الإستهلاكية لسكانها، فضلا عن استغلال مياه تربية المائيات لأغراض السقي الفلاحي بالنظر لاحتوائها على المواد العضوية. ويعرف نشاط تربية المائيات بالمنطقة انتعاشا “كبيرا” خلال السنوات الأخيرة مما يفتح أمامها آفاقا لأن تتحول إلى “قطب واعد” في مجال إنتاج وتربية أسماك المياه العذبة والمساهمة في الإكتفاء الذاتي وتنمية الإقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي من خلال تنويع مصادر المنتجات المائية المتنوعة إلى جانب استحداث مناصب شغل جديدة.
وينتظر أيضا أن تساهم المجهودات الخاصة التي يقوم بها فلاحو المنطقة في توفير فرص لتنمية وتطوير هذه الشعبة “باحترافية”، لاسيما من خلال إنشاء تعاونيات تهتم بالمجال الفلاحي والتجاري وتسويق المنتجات الصيدية والمائية بمناطق الجنوب
وزيادة الإستهلاك اليومي من أسماك المياه العذبة، مثلما أشير إليه.