باعتبارها الوحيدة على مستوى الوطن

وحدة علاج الزهايمر بالبليدة… صرح طبي هام للتكفل بالمرضى وعائلاتهم

وحدة علاج الزهايمر بالبليدة… صرح طبي هام للتكفل بالمرضى وعائلاتهم

تعد وحدة علاج مرض الزهايمر بولاية البليدة والوحيدة من نوعها على المستوى الوطني، صرحا طبيا هاما للتكفل بالمرضى ومساعدة عائلاتهم على التأقلم مع هذا المرض والتعامل معهم، خاصة في ظل معاناتهم من مشاكل سلوكية تجعل منهم مصدر قلق للمقربين منهم.

وأوضحت رئيس هذه الوحدة، البروفيسور سهيلة أمالو، أن مرض الزهايمر يعتبر من بين الأمراض التي تصيب الانسان مع تقدمه في السن، ويستلزم العلاج عند بداية ظهور أعراضه الأولى لتفادي تعقد الحالة.

وأضافت ذات المسؤولة أن وحدة علاج الزهايمر بمستشفى “فرانس فانون” التي بدأت نشاطها سنة 2017 تعد وجهة للعديد من المرضى وعائلاتهم من مختلف ولايات الوطن، الذين يقصدونها لتلقي العلاج لإبطاء تطور المرض والتعايش معه ومواجهة تغير سلوكاتهم التي تؤثر على جميع أفراد العائلة المقيمين معهم.

كما أكدت أن النسبة الأكبر من المصابين بهذا المرض هم نساء وهذا بمعدل حالتين مقابل حالة واحدة لرجل، لافتة إلى أن تعقيدات هذا المرض تكون أكثر بكثير عند الرجال وأن المعدل العمري للمصابين به يتراوح ما بين 65 و85 سنة.

وبالرغم من أن تماثل المصابين بالزهايمر للشفاء “أمر مستبعد علميا” كونه يصيب خلايا المخ التي تتأثر أيضا عند التقدم في السن، إلا أن البروتوكول العلاجي المطبق بهذه الوحدة الطبية يحول دون تدهور حالة المرضى ومساعدتهم وعائلاتهم على التكيف مع نمط الحياة الجديد خاصة في حالة اكتشاف المرض عند بدايته، حسب رئيسة الوحدة.

 

أساليب حديثة لعلاج المصابين

ويتبع الطاقم الطبي المتخصص في الطب النفسي والعصبي المشرف عليها أساليب علاج حديثة، بحيث يتضمن البروتوكول العلاجي وصف أدوية للتخفيف من أعراض الأرق والاكتئاب والقلق لمواجهة تغير سلوكيات المصابين.

كما يتضمن هذا البروتوكول العلاجي الذي أثبت فعاليته، بناء على شهادات أهالي المرضى الذي يقصدون هذه الوحدة، إشراك المرضى ضمن مجموعات للقيام بأنشطة متنوعة على غرار المشاركة في عمليات التشجير بحدائق المستشفى وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم المفضلة كالخياطة أو البستنة، بالإضافة إلى ممارسة ألعاب لتنشيط الذاكرة كلعبة الشطرنج أو ألعاب التفكيك بهدف تفادي التعقيدات التي تنجم عن الفراغ الذي يشعر به المريض.

ونظرا لتأثير هذا المرض على المحيط العائلي للمريض، يولي القائمون على المركز أهمية بالغة لضمان التكفل النفسي أيضا بأفراد عائلة المريض من خلال عقد لقاءات معهم ضمن مجموعات خاصة لتوجيههم حول طرق التعامل معهم والتعايش مع وضعيتهم الجديدة، التي تحتاج إلى عناية خاصة نظرا للدور الهام الذي يلعبه الدعم العائلي في استقرار الحالة المرضية.

 

ارتفاع الحالات الوافدة يعكس زيادة الوعي لدى المواطنين

أكدت البروفيسور أمالو أن وحدة علاج الزهايمر سجلت منذ بداية نشاطها ارتفاعا في عدد الحالات الوافدة عليها لتلقي العلاج والمساعدة، لافتة إلى أنها تسجل حاليا معدل نحو 20 حالة إصابة جديدة شهريا مقابل ما بين 10 و13 حالة خلال السنوات الماضية.

وأرجعت أسباب ذلك إلى زيادة الوعي لدى المواطنين الذين أضحوا أكثر إدراكا لأهمية تلقي العلاج عند بداية المرض لتفادي تطوره بسرعة، مشيرة إلى أن جل المرضى ليسوا على علم بإصابتهم بهذا المرض باستثناء فئة قليلة جدا ممن يسمح لها مستواها العلمي بتقبل هذا المرض.

وقالت إن الوحدة تتكفل يوميا بنحو 15 مريضا، وهو المعدل المرشح للارتفاع في حالة تدعيمها بالإمكانيات البشرية والمادية الكافية للتكفل بجميع المرضى، خاصة وأن الجلسة الواحدة للمريض تتراوح ما بين 45 و50 دقيقة.

ومن بين المرضى الذين يتكفل بهم هذا الصرح الطبي، شيخ في العقد السابع من عمره من ولاية تيبازة اقتربت منه “وأج” وهو رفقه ابنه ببهو هذه الوحدة، حيث أكد هذا الأخير أن وضعية والده الصحية تحسنت كثيرا بعد تلقيه العلاج بهذه الوحدة منذ حوالي سنة، مشيدا بالمعاملة الحسنة التي يتلقاها من طرف الأطقم الطبية التي شكلت عاملا مهما في تجاوبه مع العلاج.

وأشارت السيدة أمالو أن جائحة كورونا شكلت عائقا أمام استكمال تجهيز هذه المنشأة الطبية بالعتاد الضروري خاصة قاعة إعادة التأهيل الوظيفي التي تعد من بين أهم وسائل العلاج التي تحتاجها فئة معتبرة من المرضى.

وفي هذا السياق، دعت البروفيسور أمالو إلى التوجه نحو هذه الوحدة أو لأطباء مختصين بمجرد ملاحظة ظهور عدد من الأعراض المبكرة على الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 65 سنة والمتمثلة خاصة في إيجاد صعوبة في التعبير لفظيا عن فكرة معينة وعدم تذكر الأحداث القريبة والعصبية غير المبررة، بالإضافة إلى صعوبة القيام بأنشطة كان المريض يجد سهولة في القيام بها في وقت سابق.

ق.م