وجوب الأخذ بوسائل الوقاية لمكافحة وباء كورونا

وجوب الأخذ بوسائل الوقاية لمكافحة وباء كورونا

 

إن رفع الإجراءات تدريجيًّا لا يعني ترك الأخذ بوسائل الوقاية والسلامة، فعلى الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية في التعامل مع الجائحة، والالتزام بتعليمات الجهات المختصة، وأن يأخذوا بالأسباب، ويتبعوا سبل الوقاية بالتباعد الاجتماعي ولزوم البيوت، وعدم الخروج إلا للعمل وما لا بد منه. و_في الوقت الذي قدم مجتمعنا أنموذجًا يُحتذى فيه لمكافحة انتشار جائحة كورونا، وفرحتنا بالعودة التدريجية إلى ممارسة النشاطات، يأبى أفراد قلائل إلا أن يفسدوا الفرحة، ولأسباب تافهة، لا تتجاوز مذاق قهوة أو قطعة كعكة بلا مسوغ ولا احتراز!.

فقد جاء هذا البلاء ليصلح من سلوكياتنا الخاطئة في البذخ والإسراف والكسل والتواكل، جاء ليربطنا بالله إيمانًا وتوكُّلًا، جاء لنعرف قيمة المساجد، ونعمة القرب من الوالدين، وندرك قيمة صلة الرحم وحسن الجوار والأخوة في الله. _إن هذه الجائحة على وشك الزوال – بإذن الله – ولقد تعلَّمنا منها الشيء الكثير، فالأهم الاستمرار على ما استفدنا من خلالها، والأهم هو ما يفيدنا في ديننا وآخرتنا، وأن هذه الدنيا فانية، والآخرة هي دار القرار، وموعدنا الجنة بإذن الله.

ستنكشف الغمة ويزول الضر بإذن الله، والمسلم هو مَن فَهِمَ الرسالة، وسارع إلى التوبة والإنابة، وأعاد ترتيب حياته وأولوياته، والمؤمن من أدرك أن الأمان ليس في مال يكتنز ولا دنيا يصيبها، الأمان هو في رضا الله وحسن الخاتمة، والاستعداد للرحيل، فالابتلاءات غالبها للتهذيب لا للتعذيب. ونحمد الله أن لم يجعل جائحة كورونا مصيبة في ديننا وعباداتنا وأخلاقنا، فإن المال غادٍ ورائح، والله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، فإن مما يُعزينا أن من انقطع عن العمل الصالح بعذرٍ، كُتِب له أجر ذلك العمل، فقد أخرج البخاري عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا”.

نسأل الله أن يلطف بالمرضى والمصابين _وبالمسلمين جميعًا، وأن يعين العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء ويحفَظهم، وأن يجزيَهم خيرًا الجزاء وأوفرَه. اللهم ادفَع عنا الغلاء والوبَاء والرِّبا والزلازِل والمِحَن، وسوءَ الفتن ما ظهرَ منها وما بطَن عن بلدنا هذا خاصةً، وعن سائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين، يا ذا الجلال والإكرام.