وجوب إظهار السُّرور والفرح في أيام العيد

وجوب إظهار السُّرور والفرح في أيام العيد

إن من آداب العيد التي لا ينبغي إغفالها ونحن في البيوت تبادل التَّهاني والدعوات الطيبة فيما بيننا، ولئن عجز النَّاس اليوم عن التَّواصل بالزِّيارات والسَّلام بسبب الوباء، فإنهم يدركون هذه الفضيلة بما يسَّره الله لهم من وسائل التَّواصل والاتصال، ولهم في ذلك أجرهم موفورًا بإذن الله والأقارب والجيران والأصدقاء حقهم أوكد. وقد جاء عن جماعة من السلف والخلف استحباب التهنئة بالعيد، وجاء في حديث سنده جيد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: “تقبَّل الله منا ومنك”. وقد نص أهل العلم على أن إظهار الفرح يوم العيد من شعار الدين، فهو يوم اختاره الله وفضَّلَه، ونشر فيه رحمته، وأمر المسلمين فيه بالفطر، وحرَّم عليهم الصيام، وقد قيل: إنما سُمِّي العيدُ عيدًا؛ لأن لله تعالى فيه عوائدَ الِإحسان، فحقيق بالصَّائم أن يفرح بفطره، وأن يُبادر لامتثال أمر ربه، بل يستحب للأُسرة أن تجتمع على مائدة طعام العيد، فقد نصَّ بعضُهم على أن الاجتماع على الطعام يوم العيد من السنة.

فيوم العيد ليس كسائر الأيام، فهو يوم الجمال والزينة، والفرحة والبهجة، ويوم الانبساط والمتعة، يوم تفرَح فيه القلوب وتصفو، وتكون فيه الوجوه مسفرة، ضاحكة مستبشرة، يوم تَنتشر فيه المحبة، ويَسود فيه الإخاء بين الأقارب والأصدقاء، هذه هي معاني العيد الجميلة، فإن خلا منها العيد كان يومًا لا رُوح فيه ولا معنى. فاصنعوا في نفوسكم الفرح، واخلقوا في بيوتكم المتعة، واعلموا أن في دينكم فُسْحة، وسِّعوا على الأهل والأولاد، وشاركوا الأطفال فرحتهم، واقتدوا بهدي نبيكم عليه الصلاة والسلام، فقد أَذِنَ يوم العيد بشيءٍ من اللهو واللعب، وشاهَده، بل أذِن لصغار البنات ببعض الغناء المعتدل المباح. فينبغي للمسلمين أن يفرحوا بعيدهم، وألا تنغص عليهم ظروف الوباء فرحتهم، ففرحهم شعيرة، وهم مأجورون بهذا الفرح، أما ما هم فيه فهم بحمد الله موقنون بحكمة الله، راضون بقضائه، مؤمنون بأن صعوبة هذه الأيام ستزول، بل ستكون عاقبتها خيرًا لهم بإذن الله. تقبَّل الله منا ومنكم، وأعاد الله علينا عيدنا ونحن والمسلمون في أحسن حال، وصرف عن بلادنا كل وباء وبلاء وفتنة.