ما أعظم نعمة الصحة والعافية لا يوازيها أي ثمن ولا أعظم منها نعمة بعد نعمة الإسلام، والحياة بدون نعمة العافية والصحة لا معنى لها حتى ولو وجد معها نعم أخرى مثل نعمة المال أو الولد أو المنصب فهي لا تساوي شيئًا بدون نعمة الصحة والعافية. العافية – عافانا الله جميعًا – تكون في الدين وتكون في البدن، عافية الدين أن تكون معافىً في دينك من البدعة والشبهة والمعصية وتعدي حدود الله، “ولا تجعل مصيبتنا في ديننا” فمصيبة الدين أعظم المصائب، وماذا تفعل بالمال والمنصب والدنيا كلها ودينك مختل ومعتل ومصاب؟. وأما عافية البدن فلا غنى لنا عنها ولا تصلح الحياة إلا بها وإذا اختلت ونقصت اختل معها كل شيء ونقص فلا كمال عبادة ولا كمال سعادة، وإن الله تبارك وتعالى شرع لنا في حال الاختلال والنقص في عافية الدين وعافية البدن أن نسعى للصلاح وإصلاح الفساد.
وعافية البدن إذا اختلت أو نقصت فقد شرع الله لنا التداوي بالأمور المباحة، قال أسامة بن شريك: ” قالَتِ الأعرابُ: يا رسولَ اللَّهِ ألا نتداوى قالَ : نعَم يا عبادَ اللَّهِ تداووا فإنَّ اللَّهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ شفاءً أو دواءً إلَّا داءً واحدًا فَقالوا: يا رسولَ اللَّهِ وما هوَ قالَ: الهرمُ” صحيح الترمذي للألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل اللهُ داءً، إلا قد أنزل له شفاءٌ، علِمَه من علِمَه، و جَهِلَه من جَهِلَه” السلسلة الصحيحة للألباني. أما الطب الحديث فهو من نعم الله علينا وعلى الناس لعلاج كثير من حالات المرضى وأوجاعهم. ووباء كورونا الذي يمر بدول العالم اليوم قد يسر الله له دواءً ولقاحًا يكافحه، وقد وصل بفضل الله إلينا ويعطى مجانًا للمواطنين على حساب الدولة، وهو دواء فعال وآمن بإذن الله تعالى، فما على الجميع إلا تلقي جرعاته فقد اجمع الأطباء على أنه آمن ومعتمد بإذن الله تعالى. فلا داعي للإشاعات والإرجاف والمخاوف وعلى من أراد الاستفسار أن يأخذ المعلومات من مصادرها مثل وزارة الصحة والمراكز الصحية التابعة لها. نسأل الله بمنه وكرمه أن يديم عفوه وعافيته على بلادنا وعلى بلدان المسلمين عامة وأن يصرف عنا الوباء.