أكد والي عنابة جمال الدين بريمي بأنه سيتم استغلال القوة العمومية لأي غلق آخر للطريق الوطني رقم 44 الرابط بين عنابة وبرحال بمنطقة الشابية التابعة لبلدية البوني. تعليمة الوالي جاءت مباشرة بعد اقدام مقتحمي حصة 500 مسكن اجتماعي على تنصيب خيم وسط الطريق، وهو ما تسبب في فوضى وسط مستعمليه خاصة منهم التلاميذ والموظفين وحتى المرضى وأوليائهم، وقد تدخلت عناصر الأمن لاحتواء الوضع الذي انحرف عن مساره الحقيقي. وبعد اطلاع الوالي على قائمة مقتحمي سكنات السوسيال بالشابية، قال بأنه تم احصاء بعض الغرباء من خارج ولاية عنابة ضمن المقتحمين الذين قاموا بغلق الطريق والمطالبة بإسكانهم في هذه المنازل التي تعود لأصحابها، وهم ينتظرون المفاتيح لترحيلهم قبل شهر رمضان، ليضيف ذات المتحدث أنه من غير المعقول أن يبقى المقتحمون في هذه السكنات التي وزعت على أصحابها الشرعيين.
ولم يغفل ذات المصدر دعوة مقتحمي السكنات إلى إيداع ملفاتهم بطريقة قانونية على مستوى الدوائر والبلديات التابعة لها واتخاذ المسار القانوني لطلب السكنات الاجتماعية.
ينتظر منذ أيام المستفيدون من حصة 500 مسكن اجتماعي بالشابية إخلاء سكناتهم من طرف العشرات من مقتحمي السكنات الاجتماعية “الشاغرة” الذين نصبوا خيمتين وسط الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة وسكيكدة وقطعه أمام المارة وهو ما تسبب في شل حركة المرور ومنع تنقل المواطنين والطلبة وكل مستعملي هذا الطريق إلى مقرات عملهم أو أماكن الدراسة، الأمر الذي أثار غضب العائلات وأهل المرضى الذين وجدوا أنفسهم محاصرين أمام المحتجين.
وقد تدخلت عناصر الأمن لتفرقة المتجمهرين وفتح الطريق مع إزالة الخيم المنصبة، إلا أن ذلك حال دون فض هذه الفوضى. لجوء مقتحمي السكنات إلى قطع الطريق رقم 44 جاء بعد قرار المصالح الولائية بإخلاء السكنات التي تم اقتحامها من طرف المواطنين بعد عام من الفيضانات التي اجتاحت بيوتهم القصديرية، وبعد مطالبة أكثر من 400 عائلة مستفيدة من برنامج 500 مسكن اجتماعي بالشابية بالاستفادة من سكناتها، تدخل الوالي في هذه القضية وفصل في الملف بضرورة إخلاء السكنات لترحيل أصحابها قبل حلول شهر رمضان الكريم.
وفي سياق متصل، كانت مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عنابة بالتنسيق مع مختلف المصالح على غرار بلدية البوني قد قامت مؤخرا بإحصاء المقتحمين المنحدرين من عدة أحياء من المدينة. وفي انتظار الفصل في هذه القضية، تبقى الطرقات تغلق في كل مرة من طرف مقتحمي السكنات، وهو ما زاد من غضب المواطن العنابي الذي طالب بوضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة، علما أن عملية غلق الطريق دامت أكثر من شهرين، حيث في كل مرة يقبل مقتحمو السكنات على غلقها كليا وإضرام النيران، وأمام قرارات الوالي الرامية إلى تسخير واستعمال القوة العمومية، تبقى عنابة بين مطرقة الاستحواذ على السكنات بطرق غير شرعية والفوضى والاحتجاجات.
أنفال. خ