أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الجمعة، أنه أمر قوات الدفاع الوطني ببدء هجوم عسكري ضد جبهة “تحرير شعب تجراي”، والتي تعد أكبر حركة سياسية في الولاية.
وجرى إعلان حالة الطوارئ في ولاية “تجراي” الإثيوبية، على خلفية توترات أمنية، ما دفع السلطات السودانية للإعلان عن إغلاق المناطق الحدودية شرق البلاد مع إثيوبيا حتى إشعار آخر.وخلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفع مستوى التوتر بين حكومة إديس أبابا والجبهة المطالبة بالانفصال، بسبب اتهامات متبادلة بالسعي إلى تحقيق أهداف سياسية باستخدام السلاح.وقال الوالي المكلف بولاية كسلا السودانية فتح الرحمن الأمين، إنه تقرر إغلاق الحدود بين ولاية كسلا ودولة إثيوبيا، اعتبارا من الخميس إلى حين إشعار آخر، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”.
ويأتي القرار على ضوء التوترات الأمنية التي تشهدها إثيوبيا، منذ الأربعاء، في إقليم تجراي المجاور لولاية كسلا، الواقعة في مثلث حدودي شرق نهر عطبرة، الرابطة بين السودان وإريتريا وإثيوبيا.
وأوضح الوالي المكلف، أنه سيتوجه إلى المنطقة المتاخمة لإثيوبيا مع محلية “ود الحليو”، للوقوف على الأوضاع والقيام بالإجراءات اللازمة في هذا الاتجاه، مشددا على أن السلطات “لن تسمح لأي أفراد أو مجموعات بالدخول إلى الولاية وفي حوزتهم أسلحة”.وأشار إلى أنه سيتم تشكيل لجنة للنظر في كيفية التعامل مع المدنيين، الذين قد يلجأون إلى الأراضي السودانية.و أجرى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، اتصالا هاتفيا بنظيره الإثيوبي، في أعقاب توترات أمنية يشهدها إقيلم تجراي، أعلنت أديس أبابا على إثرها حالة الطوارئ في البلاد.
وفي سياق متصل، قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي الجنرال برهانو جولا، عبر التلفزيون الحكومي، إن “بلادنا دخلت حربا غير متوقعة”، مؤكدا أن “الحرب لن تأتي إلى الوسط، بل ستنتهي في تيجراي في الشمال”.
وأضاف أنه يجري حشد القوات من أنحاء البلاد لإرسالها إلى تيجراي، وذلك بعد اشتباكات بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، بعد أن أمر رئيس الوزراء بالانتقام لما وصفته الحكومة بأنه هجوم للجبهة على قواتها.
وقال دبرصيون جبراميكائيل رئيس إقليم تيجراي إن “قواته أحبطت خطة للقوات الاتحادية لاستخدام المدفعية والأسلحة المخزنة هناك لمهاجمة الإقليم”، مضيفا أننا “سنستخدم المدفعية للدفاع عن تيجراي. سنستخدمها لصد أي هجوم من أي اتجاه”.وقال مصدر إغاثي إن دوي القصف وإطلاق النار تردد في الإقليم منذ الساعات الأولى من الخميس، مشيرا إلى أن نحو 24 جنديا يتلقون العلاج في مركز طبي قرب الحدود مع إقليم أمهرة.ولم يكشف المصدر إلى أي طرف في الصراع ينتمي الجنود.وتصاعد التوتر مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي منذ سبتمبر، عندما أجرى إقليم تيجراي انتخابات في تحد للحكومة الاتحادية، التي وصفت التصويت بأنه “غير قانوني”، وتصاعد الخلاف في الأيام القليلة الماضية مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتخطيط لصراع عسكري.وقالت مصادر لـ”رويترز” إن جهودا تُبذل خلف الكواليس لتشجيع الطرفين على الدخول في محادثات بضغط من الاتحاد الأفريقي. لكن المبادرة قوبلت بمقاومة من السلطات في أديس أبابا التي تصر على ضرورة القضاء على التهديد الذي تمثله الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.