أنا صديقكم أمين من بوفاريك، أعيش حياة غير مستقرة بسبب مرض أمي المزمن وحالتها الصحية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، ويحدث كل هذا في غياب تام لوالدي الذي لم يقم بواجبه اتجاه والدتي وهي التي خدمته طول حياتها (لهما 35 سنة زواج) واليوم وهي طريحة الفراش أنكر جميلها، وقال أنه ليس بحاجة إليها وليس لديه المال لعلاجها.
لقد تذمرت أمي من كلامه كثير وضاعف من حجم مرضها
وما دمرني أكثر أني كلمته في الموضوع وطلبت منه أن يقف إلى جانب أمي على الأقل في الأيام المتبقية من حياتها، فوجدته غير مستعد لذلك لأنه يفكر في الزواج من إمرأة أخرى وهي في الحقيقة إمرأة سيئة الطباع والأخلاق. أنا لست ضد زواج والدي من إمرأة أخرى لتخدمه، لكن لا يكون ذلك على حساب كرامة والدتي المريضة ولا أرضى لها هذه الطعنة وهي في آخر أيامها في هذه الدنيا. لا أخفي عليك أنني مشفق لحالة أمي ومتذمر من تصرف والدي، وأنا أرفض رفضا قاطعا أن يصل هذا الخبر لوالدتي لأنه سيكون السبب في موتها. ولما أخبرت أعمامي بما يفعله أبي وما يريده، وجدتهم مساندين لأمي ووعدوني بالوقوف إلى جانبها ويتكفلون بعلاجها وأخبروني أن والدي طباعه هكذا لا يعترف بالجميل ولاداعي للخوض معه في هذا المجال وهو حر في تصرفاته. إن كلامي أعمامي، أراحني لكنني غير راض على ما يفعله والدي ورغبته في الارتباط مع هذه الإنسانة السيئة. فأرجوك دليني على الحل الأرجح لهذه المشكلة.
الحائر: أمين من بوفاريك
الرد: يبدو أن والدك طباعه هكذا، كما قاله لك، أعمامك وينطبق عليه المثل القائل “من شب على شيء شاب عليه” لا يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، ولا داعي للخوض معه في هذا الموضوع، وعليك الاهتمام بوالدتك المريضة، خاصة وأن أعمامك وعدوك بمساعدتك في علاج أمك، وأترك والدك جانبا ولا تطلب منه شيئا ما دام تنصل من مسؤوليته وأكيد أن خوضك معه في هذه المسألة يكون مضيعة للوقت، أما مسألة زواجه من إمرأة سيئة الطباع فهو يتحمل مسؤوليته اتجاه هذا القرار ولا أرى أنك ستقنع والدك بالعدول عن قراره ما دام أشقائه (أعمامك) لم يفلحوا في ذلك، فاهتم حاليا أخي أمين بعلاج والدتك وقم بخدمتها وعلاجها بمساعدة أعمامك. وأملنا أن تتعافى والدتك وتكون راضية عليك دون أن تخسر والدك لأنه لا يحق لك أن تحاسبه أو تنتقم منه، لأن الأبناء مطالبن باحترام آبائهم في كل الأحوال.