والدي يرفض تزويجي وفي كل مرة يرد الخطاب لأنه لم يتقدم لي الرجل الذي يتفاخر به أمام الناس

elmaouid

أنا صديقتكم نسيمة من المدية عمري 32 عاماً، ماكثة بالبيت، لدي مشكلة عكرت مجرى حياتي ومفادها أن والدي يمنعني من الزواج، وكلما تقدم لي خاطب رفضه دون أي سبب مقنع، رغم أن الأشخاص الذين تقدموا

لخطبتي ملتزمون  ولا غبار عليهم، باستثناء شخص واحد كان أبي له الحق في رفضه كونه شاباً مستهترا وأخلاقه سيئة.

وفي آخر مرة تقدم لي شاب مشهود له بالكفاءة وحسن الخلق، فرفضه أيضاً كون والدي متشدداً في هذه المسألة  ويريد أن يفوز بصهر له مكانة اجتماعية مرموقة ليتفاخر به أمام الناس، وقد انتظرت طويلا ليأتي  الرجل الذي يريده والدي ليكون صهراً له، فلم يتقدم لي لحد الآن، وأنا الآن على أبواب الثالثة والثلاثين من العمر، أخشى أن يفوتني القطار وأظل عزباء بلا زوج ولا أطفال ولا بيت، كل اللواتي هن في مثل عمري من عائلتي وأقربائي تزوجن وأسسن بيتاً وأصبحن أمهات، بينما أتحسر أنا على نفسي.

فكيف أصل إلى إقناع والدي للعدول عن قراره ويتركني أختار بنفسي من يشاركني حياتي؟

فأرجوك سيدتي الفاضلة ساعديني لاتخاذ القرار الصائب قبل فوات الأوان.  

 

الحائرة: نسيمة من المدي

 

الرد: منع البنت من الزواج قد يكون تعسفاً من ولي الأمر ما لم يوجد سبب للمنع، وهذا ما حدث معك عزيزتي نسيمة.

والزواج سنة من سنن الحياة، فمن المعروف في الشريعة الإسلامية أنه لا نكاح إلا بولي، إذ أوجبت الشريعة ألا تنكح إلا عن طريق الولي وبرضاه لأنه أدرى بمصلحة ابنته من أي إنسان آخر، غير أن هذا الولي قد يتعسف في استخدام هذا الحق، وقد يُلحق الضرر بابنته ويؤخرها عن الزواج واختيار الزوج المناسب لها دون مبرر شرعي.

ولذا فعلى والدك أن يقدر مشاعرك ولا يصح أن نغلّب العادات الموروثة في المجتمع على أحكام الشرع. فكون البنت تريد أن تتزوج شخصاً ما، أو تريد أن ترفضه، فلها كل الحق في ذلك، والإسلام قد أعطاها هذا الحق، ويبقى على والدك التوجيه والنصح، وثقي عزيزتي نسيمة أن  ليس كل منع من الزواج معناه تعسف.. وإنما قد يمنع الأب زواج ابنته لمصلحة يراها.. كأن يعلم أن الخاطب غير كفء لها أو مستهتراً أو سكيراً إلى غير ذلك من الأسباب الشرعية.

لذا عليك التحدث مع والدك بصراحة في الموضوع وتوضيح له الأمر وأكيد إن لاحظ إصرارك على موقفك، سيعدل عن قراره ويرضخ لقرارك، وهذا ما نتمنى أن يتحقق لك عن قريب، بالتوفيق.