أنا صديقتكم هند من برج البحري عمري 41 سنة، أشغل وظيفة مهمة وأقوم بعملي على أكمل وجه، وأيضا أعيش حياة هادئة وسط عائلتي المتكونة من الوالدين أطال اللّه في عمرهما و04 إخوة، أنا الفتاة الوحيدة وسطهم لا أنكر أبدا أن والدي تعب كثيرا من أجل تربيتنا وتمكيننا من النجاح في دراستنا، وأنا وإخوتي اليوم نحتل مراكز مرموقة في المجتمع، وكل واحد منا ظفر بوظيفة عالية لكن والدي سامحه اللّه يرفض كل الخطاب
الذين تقدموا لي لحد الآن ظنا منه أنهم يطمعون في مالي ووظيفتي، خاصة وأن كل المتقدمين لي من الخطاب لحد الآن بسطاء ويمتهنون وظائف بسيطة، وهذا لا يرضي والدي، لكن مع مرور الوقت تيقنت أن والدي على خطأ لأنني أرغب في أن أكوّن أسرة ويكون لي زوج وأولاد، ولا يمكن أن يستمر رفض والدي للخطاب وينتظر زوجا من الطراز العالي.
وهنا وجدتني حائرة سيدتي الفاضلة، كيف أقنع والدي بهذا الأمر، فأنا أريد زوجا صالحا يقدرني ويحترمني حتى لو كان يمتهن وظيفة بسيطة، المهم أنه يحصل على قوته من الحلال.
الحائرة: هند من برج البحري
الرد: فعلا، صديقتي هند، فوالدك على خطأ في اعتقاده وكونك تشغلين وظيفة عليا ومركزك مرموق في المجتمع لا يعني أنه بالضرورة لابد أن يكون زوجك كذلك، فهذه الأمور يقدرها رب العالمين، ومن الممكن أن يكتب لك الزواج برجل بسيط من كل الجوانب لكن مركزه المرموق في أخلاقه والتزامه، وكان من المفروض أن ينظر والدك إلى هذا الأمر ولا ينظر إلى جوانب حياتية زائلة ولا يمكن أن تحقق لك الحياة الزوجية السعيدة، وأنت اليوم مطالبة بالحديث بصراحة مع والدك وتوضيح له ما ترغبين في الوصول إليه وبأنك تريدين زوجا صالحا وملتزما، وصاحب أخلاق عالية لأن الإنسان يحكم على صلاحه في المجتمع بهذه المقومات، وليس باعتلائه لمراكز عليا، وتأكدي صديقتي هند أن الفرص التي أتيحت لك من عروض الزواج حرمت منها عدة فتيات رغم أنهن إيجابيات من عدة نواحي ويشغلن وظائف سامية ومناصب عليا، وعلى والدك أن يغيّر نظرته في زواجك ويساعدك على اختيار الزوج الصالح الذي يقدرك ويحترمك وتعيشين معه الحياة السعيدة والهادئة.
وتأكدي لو لمس منك والدك رغبتك الملحة على المتقدم لخطبتك لوافق عليه، لأنه في الأخير يريد مصلحتك وهذا ما نتمنى أن يتحقق لك عن قريب بالتوفيق.
