* طموح كبير لمواهب شابة بتأطير جزائري يهدده نقص العتاد البحري
* 23 ناديا فقط على المستوى الوطني والإطارات تهاجر إلى الخليج
* غلاء القوارب مشكل كبير والاتحادية تضطر لاستيرادها من الخارج
الجزائر- تعاني رياضة الزوارق الشراعية في الجزائر، جملة من المشاكل شأنها شأن كل الرياضات الأخرى، التي تعاني نقص الدعم بالرغم من قدم هذا الاختصاص، الذي يسيطر عليه رياضيو المنتخب الوطني على الصعيد الإفريقي في وقت فشلوا في الوصول فيه إلى مستويات الأوربيين.
بداية انتشار هذه الرياضة في الجزائر كان منذ سنة 1962 عن طريق أحد المعمرين، الذي كان يمارس هذه الرياضة في شواطئ الجزائر، بينما كان أول تمثيل للجزائر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالجزائر سنة 1975، وقد تمكنت الجزائر من تنظيم البطولة الإفريقية عدة مرات آخرها سنة 2014، لكن هذا الاختصاص لم يمثل الجزائر إلا في أولمبياد ريو دي جانيرو مؤخرا، وهذا بالنظر لبعد مستوى أبطالنا عن أبطال العالم في الاختصاص، على غرار الفرنسيين والبرازيليين والأستراليين.
ويرجع المختصون سبب غياب الجزائر عن هذه المحافل الكبرى إلى عدة عوامل أبرزها غلاء العتاد، الذي لا تستطيع الاتحادية توفيره بالشكل اللازم، إضافة إلى العامل الأهم، وهو عزوف الشباب الجزائري عن هذه الرياضة، التي يجهل الكثير منهم طريقة التحكم في الزوارق والقوانين التي تنظمها، بحيث لا تملك الاتحادية سوى 23 فريقا فقط على المستوى الوطني، من بينها 16 في الجزائر العاصمة فقط، وهي التي تشارك في مختلف البطولات آخرها بطولة الجزائر بحسب الفرق في اختصاص “أوبتيميست” التي شارك فيها 16 فريقا فقط.
الموعد اليومي، وخلال الدورة التكوينية التي أجرتها الاتحادية لفائدة الصحفيين مؤخرا، حاولت أن تتقرب من المختصين لمعرفة أهم قوانين هذه الرياضة، حتى تحاول تقريبها أكثر للمتابعين، خصوصا مع الأستاذ بن بختة، الذي يعتبر مدربا وإطارا في هذه الرياضة على مستوى المدرسة الوطنية للملاحة الشراعية ببلدية برج البحري، حيث أكد لنا بأنه يجب على المختص في هذه الرياضة أن يتمتع بالقوة البدنية والصبر، خصوصا في التدريبات خلال فصل الشتاء، الذي يضحي فيه كثيرا خصوصا عناصر المنتخب الوطني لمختلف الأصناف من “أوبتيمست”، وهو قارب صغير لفئة أقل من 15 سنة، أو “لازير”، الذي تتسابق خلاله فئة أقل من 17 سنة وعدة اختصاصات أخرى كلها تملك اتحادية خاصة، في حين شرح لنا المدرب الوطني السابق شاوشي قواعد التحكيم الذي يعتمد أكثر على الفيديو من خلال تصوير المتسابقين، حيث يجب توفير على الأقل 4 حكام على الأقل لكل سباق، زيادة إلى متتبعين في السباق ذاته، يمكنهم أن يقصوا المتسابق، الذي يقطع مشوارا يكون محددا منذ البداية على شكل ذهابا وإيابا، وأبرز تسمياته “ميداغيست ” الذي استعمل في نهائيات الأولمبياد الأخير بالبرازيل.
ولم نتوقف عند هذا بل تواصلت جولتنا من خلال استعمال بعض الألواح بمساعدة من المدير التقني السابق السيد قالوز، الذي سبق له العمل أيضا مع المنتخب الليبي لهذه الرياضة عدة مرات، آخرها في البطولة الإفريقية بوهران مؤخرا وأكد بأن مشكل رياضيي المنتخب الوطني هو غياب العتاد الرياضي الباهظ الثمن، حيث يصل سعر اللوحة في غالب الأحيان إلى 60 مليون سنتيم، ولا توجد أي مصانع بالجزائر لتصنيع مثل هذا العتاد، وقدم السيد قالوز نداء للتكفل بالعناصر الوطنية التي منها من توقف عن ممارسة هذه الرياضة بسبب غياب الرعاية، خصوصا بعدما غاب هذا الاختصاص عن المعهد الوطني لتكنولوجيا الرياضة مؤخرا.
وفي هذا السياق أكد المدرب بن بختة بأنه كانت له تجارب سابقة في الإمارات والبرتغال وإسبانيا، مشيرا إلى أن هؤلاء يتفوقون على الجزائريين من ناحية الإمكانات، رغم أن الجزائر تتوفر على واجهة بحرية من أحسن الواجهات في العالم، في حين تضطر بعض الدول الأوربية إلى التدرب في البحيرات الكبرى مثل سويسرا، التي تملك أبطالا عالميين يتدربون سوى في البحيرات الكبرى، ولم يشأ المدرب تقديم أي انتقادات للاتحادية الوصية، مؤكدا بأنها تقوم بمجهودات جبارة دائما لأجل تطوير هذه الرياضة، لكنه يتمنى لو تتحسن الأمور ويرتفع المستوى، بدءا برفع عدد المنخرطين على المستوى الوطني، مستشهدا بتجربة كانت معه في إسبانيا درب فيها حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، مع العلم فقط أن هناك عدة إطارات في هذه الرياضة هاجرت إلى بلدان الخليج من أجل تحسين وضعها الاجتماعي، في حين تبقى العناصر الوطنية تحتاج لخبراتهم الكبيرة في هذا الاختصاص الذي لازال يعاني الركود في الجزائر.
يجدر الذكر أن المنتخبات الوطنية لهذه الرياضة تطورت كثيرا في الآونة الأخيرة، وأصبحت تحصد الألقاب وآخرها أربع ميداليات في البطولة العربية، التي أقيمت في أبو ظبي، بفضل المجهودات الجبارة التي تبذلها الاتحادية الجزائرية للرياضة بقيادة الرئيس محمد عتبي الذي انتخب مؤخرا في اللجنة التنفيذية للاتحادية الدولية لهذه الرياضة (ايساف).