شهدت الفترة الأخيرة حماساً من المبدعين لكتابة الرواية التاريخية، التي وجدت إقبالاً جماهيرياً لافتاً، نظراً لما يحمله التاريخ من خيال وقدرة على إثارة ذهن ومشاعر القارئ.
وفي هذا الصدد قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، وهو صاحب خبرة في كتابة الرواية التاريخية: “أثناء الكتابة كما يقول المثل الفرنسي أكون بقبعتين، الأولى قبعة الكاتب، والثانية قبعة المؤرخ، وهذه حتمت عليّ العمل طويلاً على الوثائق، وقد انتقلت إلى بلدان عربية كثيرة عاشت زمن التمزيق”.
وأضاف “الأعرج” في تصريح لـ “بوابة العين”: “عملت على مشروع التاريخ العربي روائياً، من حيث الأمكنة والأزمنة والتواريخ، من وثائق وكتب وفيديوهات”.
وتابع: “واحدة من وظائف كاتب الرواية التاريخية أن يهيمن على المساحة التي يعمل عليها، وألا يترك شيئاً للصدفة، وإلا سيفشل في مشروعه في النهاية”.
وأكد الروائي الجزائري أنه ليس مؤرخاً في النهاية، لكن يكتب بشكل إبداعي، ولذلك كان عليه أيضاً أن يرتدي قبعة الكاتب، وهي قبعته الأساسية، وهي المهمة الأصعب.
وأوضح: “صعوبتها تكمن في كيفية جعل مادة جافة وميتة عملياً مادة تاريخية حية وديناميكية، بها أنفاس وروائح وبشر يتحركون، وهذا ليس أمراً سهلاً؛ لأننا داخل مادة متضاربة متناقضة ولغات متعددة فرنسية عربية وإنجليزية وإسبانية، وعليّ أن أجد مسلكا للحكاية”.
ب/ص