أكد عدد من الروائيين خلال جلسة “مستقبل تأليف وقراءة الروايات” التي عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ41، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تمثل التحدي الأبرز بالنسبة للرواية، فقد تؤثر سلباً من حيث تراجع مستوى القراءة، لكنها في الوقت ذاته تلعب دوراً إيجابياً في تحرير المواهب الشابة من سلطة النقاد.
وقال الأديب والروائي الجزائري واسيني الأعرج في هذا الشأن “مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الرواية بأن تتحول إلى أفلام أو مسلسلات، فإذا خرجت مواقع التواصل الاجتماعي من الدائرة الضيقة يمكن أن تجعل من الرواية قيمة ثقافية وحضارية”، مشيراً إلى أن علاقة القارئ مع الكتاب الورقي ما تزال كبيرة، وقضية حقوق التأليف مقدسة. قال الروائي واسيني الأعرج، إن الجزائر سجلت “إنتاجا غزيرا” في الحقل الروائي خلال سنتي 2020 و2021، وهي الفترة التي تزامنت مع تفشي وباء كورونا.
وتابع: “لا أرى أن الرواية تعاني من إنذار مستقبلي، ولا أرى مخاطر على الرواية العربية، لأن هناك فائضاً منتجاً كبيراً بالنسبة للكتابة الروائية؛ فيجب أن نتعلم قبول المختلف وأن نكمل عملية الفرز الثقافي باعتبارها طبيعية”، مشيراً إلى أن هناك ظواهر كثيرة مرتبطة بالرواية؛ فمثلاً شكسبير تم إخراجه من مدفنه بعد 200 سنة في الوقت الذي كان غير معترف به في عصره واتهم بأنه يشوه المسرح، لكن قوة وسلطة التاريخ فرضت كل شيء، فنتذكره اليوم ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك.
وختم قائلا: “الكم ليس دائماً دليلاً سلبياً، فلا خوف على الرواية لكن يمكن أن يكون الخوف على الشعر بصورة أكبر، فاليوم نحن نتحدث عن موت الشعر؛ وفي رأيي فإن نقاد الشعر هم الذين قتلوا الشعر، لأنه يعتبر لغة أرستقراطية منتقاة ونظاماً مركباً، وهذا النظام جعل الشعر يمثل قيمة خاصة للنخبة، بينما الرواية التي كلما ظن الناس أنها بدأت تنتهي تعود ولديها إمكانية لاستقبال المستجدات كافة، وجنس من هذا النوع لا يخشى عليه لقدرته على تقبل ذلك”.
ب/ص