رغم أن كليب الشاب خالد الأخير “واحدة بواحدة” قد حظي بحملة إعلامية ودعائية كبرى لم تكن في أعماله السابقة، خاصة وأنه تعامل مع الموسيقار طلال إلا أن الكليب لم يكن في المستوى المروج له طوال هذه المدة.
ومع أن الكليب بدا من خلال النظرة الأولى – فيما يخص جودة الصوت والصورة والسيناريو – وكأنه فيلم هوليوودي بامتياز، إلا أن اللقطات لم تكن متناسقة مع بعضها البعض، حيث يظهر الشاب خالد في البداية بمكان منعزل
من مبنى، وهو يرتدي لباسا شبابيا، ويكون محاصرا بالقناصين، فيخرج ورقة ملفوفة وكأنها مخطوط لتأليف موسيقي كتب أعلاه طلال، ثم تأتي القوات المسلحة وهي تطارد خالد مستعينة بكلابها المدربة، ثم يلقي خالد في صورة البطل المارق بقنبلة يدوية فينسفهم، ويخرج بعد ذلك جهازا صغيرا يتحكم من خلاله في الزمن وينتقل عبر الأزمنة والأمكنة، فينتهي المشهد الأول بتبخر الشاب خالد.
في المشهد الثاني، يخرج الشاب خالد على قمة برج إيفل ببدله أنيقة فيصادف امرأة جميلة بفستان سهرة أحمر وهي مشرفة على الإنتحار فيمنعها قائلا stop وينصحها بالإستمتاع بالحياة، والتأمل في جمال المدينة من حولها، مخاطبا إياها باللغة الفرنسية ثم ينقلها إلى عوالم أخرى أكثر بهجة..
ولقد احتوى الكليب الكثير من المفارقات والتناقضات، فمن حيث اللباس، حين يكون في حرب ببدلة شاب أنيق، وهو أمر غير واقعي لا يناسب لا المكان ولا الزمان ولا سن “الكينغ”، كما وجوده في حرب كذلك، يتناقض تماما مع حبه للحياة والذي دعا إليه المرأة ونصحها به، خاصة عندما ألقى القنبلة فهو فعل مناقض للسلم، وحتى في مشهد الشابة المقبلة على الانتحار، حين يخرج من آلة الزمن تلك ببدلته الأنيقة وحديثه معها وسرعة المشاهد.. كل هذا يدل على عدم الترابط بين المشاهد، كما أن الفنان لم يوفق في إيصال الفكرة الأساسية للمشاهد والتي تتلخص في حب الحياة والصبر رغم الصعاب.
ولقد استعملت اللهجة الخليجية في صياغة عنوان الأغنية، “واحدة بواحدة”، غير أن طريقة نطق الشاب خالد لها لم تكن جيدة ولو استعان بشباب أو فرقة صوتية خليجية منذ البداية لقولها مكانه لكان ذلك أفضل وحتى حديثه بالفرنسية.
من حيث التوزيع الموسيقي كان في منتهى البساطة بالكثير من المؤثرات الصوتية وصوت الروبوتيك ماعدا مقطع وجيز في منتصف الأغنية، وحتى فيما يخص الكوريغرافيا فكانت بسيطة لم تخرج عن المعهود من الحركات.
ومن خلال هذا العمل، يبدو أن الشاب خالد قد تعود على نجاح النوع الغنائي الذي قدمه قي أغنية “هي لي بغات”، التي لقت قبولا لدى كافة الشباب وبشتى أنحاء العالم، فأراد أن يواصل على ذلك المنوال متوقعا الحصول على نفس النتيجة، لكنه أخفق في ذلك بسبب مبالغته في السيناريو، فإن هذه المبالغة كلفته بلا شك الكثير.
ومن المتوقع ألا يحظى الكليب بإعجاب الجميع، وذلك رغم أن الشاب خالد قد صرح في حفل العرض الأول للكليب بالقاهرة منذ بضعة أيام أن “واحدة بواحدة” ستكون محطة مهمة في مشواره الفني.
وللإشارة، فإن “واحدة بواحدة” من ألحان الموسيقار طلال وإنتاج فنون الخليج، الكلمات للشاعر خالد المريخي والكليب من إخراج يعقوب المهنا.