وأنا أحبكِ

وأنا أحبكِ

سأقول لك أحبكِ

مهما قست الظروف

وباعدتنا الأيام

سأقولها كيفما تحطّمت الأحلام

في داخل الأحلام

سأكررها مراراً على مسمعيكِ

مهما انفعلتِ ومهما غضبتِ

ومهما تصرفتِ معي

كطفلةٍ

مرةً تحمل أرنباً

ومرةً ترتكب خطأً

ومرةً تمزّق أوراقي وتحطم الأقلام

سأقول لك أحبك

في زمن الحرب

حين أحرقوا الأوراق والدفاتر

وصادروا الفرح من عيون الصغار

واعتقلو الحرف في ناصية الورق

وأعدموا حروف العطف والضمائر

سأقولها

حين اقتادوا الأوراق إلى منصة الإعدام

وأحرقوا الإنجيل والقرآن

وكتب الربّ السماويّه

حين جعلوا السماء بحقدهم

باهتة اللّون رماديه

حين حاصروا الفرح

بين السيوف والخناجر

و وأدوا كلمات الحبِّ

بين صفحات الدفاتر

سأقولها لكِ

أحبكِ

سأقول لك أحبكِ

في تفاصيل كلّ شيءٍ

كأن تُعدِّي وجبةً سيئةَ المذاقِ

لا طاقة لي بها

بإختصار وعفوية

لكنني آكلها

حين أضيف ابتسامتك إليها

لآ كلها معكِ أيضاً بكل

سعادة وشهية

وجودكِ معي .. يجعلني أخجل من حياتي ..

أن أطلبَ أيّ شيئٍ آخر ..

وجودك كان ولم يزل

أهمّ قضية

وأنا أحبك ِ

وأنا أحبك ِ

سأقول لكِ أحبكِ

وإن أتعبكِ الزمن

صدري هو بيتكِ

ووطني هو أنت

في زمن المحن

ولأنّ الحزن صار أكبر من المعتاد

ولأنهم نسجوا من أحلام الصغار

كفن

ولأنهم قسوا على حبّنا

وظلمونا

وداسوا الحبّ تحت عجلات الزمن

مسحوا مافي ذاكرتي من أفراحٍ

حتى أنني لا أتذكر آخر فرحة..كانت

وماذا كان السبب

أكتب لأزرع الفرح المأسور بداخلي

على بياض الورقة

من ناصية القلم

أحبك أنتِ

وهل حبي ينسيكِ

قهر السنينِ يا أحلى وطن

سأقول لك أحبكِ

حين يداهمك الصداع

وتشعرين بالقلق

حين يكون الحزن مبحراً فيكِ

حين تكونين مزاجيّةً جداً

ومتوترةً جداً

أحتويكِ

كما تحتوي السماء شهد الغسقْ

كما يحتوي الأب طفلته

في سنين المراهقةِ

وفي سنين الغرقْ

سأقول لك أحبكِ

في زمن التيهِ حين أضعتُ نفسي

في زمن الأوراق المثقلةِ على الرفوفِ

في زمن الرداءةِ والقذارة

حيث يهرب اللحن

من وتر القيثارة

وحين أحالوا الحبّ

من مرتبة الطهر إلى مرتبةِ العهارة

وصادروا حبّنا المفقود

وجعلوا همّهم محصوراً

بين أقدام النساء

وبين النهود وأغشيةِ البكارة

ونسوا معنى أن تكون الحياة

أكبر بالعلم

أكبر بالحب

أكبر بالحضارة

وأنا أحبكِ

وإن تجعّد وجهكِ

أُلمسُ التجاعيدَ

كما أتحسس بستان الزهور

أرتشف منه رائحة العطور

أنتقي من يديك الياسيمن

وأنتقي الجوري من نسغ البذور

أقول لك أحبكِ أكثر يا جميلة

في تجاعيد الزمن الثقيلة

كيف حوّلتني … غابةً !!

كلّ أشجارها تركض نحوكِ

يا كلّ الحضور

يقولون لي أن ّ الزواج نصف الدّين

الزواج يُصبح ” نصف الدين ”

إذا أنشأت عائلتي معكِ

إذا هيأت لك حياةً كريمة

نتقاسم فيها

القُبل والأفراح

نتقاسم فيها الأحزان الكبيرة

نتقاسم كسرة الخبز الصغيرة

نتجادل مرات ومرات

حول لون الضفيرة

إن كانت سوداء

أو بنيّه

أو شقراء أو عسليّه

نتقاسم هموم الحياة

ومن أجل الحب نحيا

فهو قضيتنا العظيمة

الزواج يُصبح ” نصف الدين ”

حين أجعلك سعيدة

واشتري لك

ثوب الزفاف الأبيض ِ

كلون الحياة ِ

حين أقول لك

أن ّ وجهك يعبر في الحياة

كما تعبر أسراب الطيور

يا أحلى من كلِّ الزهور

نصف الدين ثمرة ملموسة منك

لانني أريدك أنت

ياحلوتي في كل العصور

 

 

أحمد وليد تركماني – الدنمارك..