هيا نتعلم الآداب الإسلامية – للأطفال –  آداب النصيحة

هيا نتعلم الآداب الإسلامية – للأطفال –  آداب النصيحة

 

قال الوالد: اليوم يا أبنائي أتحدَّثُ معكم عن أدب من أهم الآداب وأعظمها، ألا وهو: “آداب النصيحة”. فلا شكَّ يا أبنائي أن دينَنا الحنيف اهتم بالنصح والنصيحة، بل جعل الدين كلَّه في النصيحة؛ مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة”، قلنا: لمن؟ قال: “لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه مسلم. ولكن هناك آداب مهمة لا بد أن نلتزم بها عند أداء تلك المهمةِ العظيمة، نذكر منها:

– الإخلاص في النصيحة؛ بأن تكون لوجه الله الكريم، وابتغاء مرضاته.

– أن يكون الإنسان صادقًا فينصحه لغيره، فيُجمِّل نصيحتَه بالستر وإرادة الإصلاح، لا إظهار الشماتة والتعيير؛ لأن الستر في النصح من سِماتِ المؤمن الصادقِ؛ فإن المؤمن يَستُرُ ويَنصَحُ، والفاجر يهتك ويُعيِّرُ.

– أن تكون النصيحة سرًّا، إلا إذا كان المنصوح مجاهرًا بالفسق أو البدعة، يدعو الناس إليه، أو تقتدي به الناس في بدعته أو فسقه؛ فيمكن أن يُنصَحَ عَلَنًا من باب تحذير المسلمين، قال بعض السلف: من نصح أخاه سرًّا، فقد نصحه وزانه، ومن نصحه علانية، فقد فضحه وشانه.

وعلينا يا أبنائي إن أردنا أن ننصح في جماعة – ألا نذكر الشخص المراد نصحُه باسمه؛ فإن هذا الأمر يُؤذيه، ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يَسلُكُ هذا المسلك، فكان يقول: “ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا” دون أن يذكر أحدًا باسمه.

– أن يلزم الناصحُ الرِّفقَ واللين والحكمة عند إبداء النصح لغيره، فلا يُعنِّف، ولا يَشتَد ويحتد في كلامه أو موعظته؛ حتى يكون لنصحه أثرٌ عند المستمعين.

– وكذلك يا أبنائي لا بد أن نكون أول مَن يلتزم بما ينصح به؛ فلا يليق أن ننصح أحدًا بالابتعاد عن أمر سيئ ونحن نفعله.

– ولا ننسَ يا أبنائي أن نختار الوقت المناسب عند النصيحة، فلا ننصح إنسانًا بلغ به الغضب مبلغًا عظيمًا، وإنما ننتظر حتى يهدأَ، ثم ننصحه.