قال الوالد: لا شك يا أبنائي أن القرآن الكريم خيرُ كتاب أُنزِل على أشرف رسول، إلى خير أمة أخرجت للناس، بأفضل الشرائع وأكملها، ولكن لا بد أن نعلم أن لتلاوة القرآن الكريم آدابًا ينبغي مراعاتها، والعمل بها؛ لتكون القراءة مثمرة، ومجدية، ومفيدة نافعة للقارئ في الدنيا والآخرة، وسوف أذكر لكم يا أبنائي جملة من هذه الآداب:
– استحضار النية بغيةَ نيل الأجر والثواب من تلاوتنا لكتاب ربنا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: “آلم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف” رواه الترمذي.
– أن نحرص يا أبنائي على الوضوء قدر الاستطاعة عند تلاوتنا لكتاب ربنا، فنكون على طهارة، ويستحب أن نستاك عند قراءتنا، وهذا من الأمور المستحبة.
– أن نستعيذَ بالله من الشيطان الرجيم قبل أن نقرأ؛ لقوله تعالى: ” فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ” النحل: 98، كما ينبغي أن نحافظ على البسملة في بداية كل سورة.
– أن نرتِّل القرآن، وقد اتفق العلماء على استحباب الترتيل؛ لقوله تعالى: ” وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ” المزمل: 4.
– كذلك يا أبنائي ونحن نتلو كتاب ربنا سبحانه حين نمرُّ بآيات رحمة، نسأل الله تعالى من فضله، وإذا مررنا بآية عذاب نستعيذُ بالله من الشر ومن العذاب، أو نقول: اللهم إني أسألك العافية، أو: أسألك المعافاة من كل مكروه، أو نحو ذلك، وإذا مررنا بآية تنزيه لله تعالى، ننزهه سبحانه، ونقول: سبحانه وتعالى؛ لما روى حذيفة بن اليمان أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم: “كان إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ” رواه مسلم.
– وعلينا يا أبنائي أن نُحسِّن أصواتَنا عند تلاوة القرآن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “حسنوا القرآن بأصواتكم؛ فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا” رواه الدارمي في سننه؛ فتحسين الصوت يعني: تجميله، وتزيينه، والاعتناء به، والإبداع فيه.