لا شكَّ يا أبنائي أنَّ الإنسان أحواله متقلِّبة بين الصحَّة والمرَض، والحزنِ والسرور، والضيق والفرج، وهكذا حياة المؤمن، وكلُّ قضاء يقضيه الله تعالى للمؤمن فهو خيرٌ كما أخبر بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: “عجبًا لأمر المُؤمن، إنَّ أمرَهُ كُلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلاَّ للمُؤمن؛ إن أصابَته سرَّاء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاءُ صبر، فكان خيرًا له” رواه مسلم. ومن الأحوال التي تَطرأ على المسلم حالةُ المرض، ولقد علَّمنا نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم بعضًا من الآداب عند زيارة المريض، نذكر منها:
– المسارعة إلى عيادته، وهذا يفهم من قوله: “إذا مرِض فعُدْه” وهناك أحاديث تدلُّ على أنَّ زيارة المريض تكون بعد ثلاثة أيام من مرضه؛ لما رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك قال: “كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضًا إلاَّ بعد ثلاث”.
– ومن السنَّة يا أبنائي تخفيف العيادة، ولا سيما عند ضعف المريض أو عند كثرة الزوَّار أو عند ضيق المكان، ويكون الدخول إلى المريض بحسب حالته واحتياجِه.
– ويجب علينا يا أبنائي أن نُدخل السرورَ على المريض، ونفعل كما كان يفعل نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يدعو للمريض فيقول: “أذهِب الباسَ، رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلاَّ شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا” أو يقول سبعًا: “أسأل اللهَ العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك”.
– ويستحب قعود الزائر عند رأس المريض، ويستحبُّ تطييب نفس المريض بالشفاء العاجل والعمرِ الطويل، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “إذا دخلتم على مريضٍ فنفِّسوا له في أجله -بطول العمر-، فإنَّ ذلك لا يردُّ شيئًا، ويطيب بنفسه” رواه ابن ماجه والترمذي. ويقال له: “لا بأس طهورٌ إن شاء الله تعالى”.
– ويستحب أيضًا يا أبنائي أن نطلب الدعاءَ من المريض، قال صلى الله عليه وسلم: “إذا دخلتَ على مريض فمُره أن يدعوا لك؛ فإنَّ دعاءه كدعاء الملائكة” رواه ابن ماجه والنسائي.