قال الوالد: لا شكَّ يا أبنائي أنَّ آداب الجوار في الإسلام عظيمة، وحقوق الجار كثيرة، وفي كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحكام المتعلِّقة بآداب الجار، ويكفي أنَّ نبينا أخبر فقال: “ما زال جبريل يوصيني بالجارِ، حتى ظننتُ أنه سيورِّثه”.وفي هذه الجلسة المباركة يا أبنائي سنذكر بعضًا من آداب الجوار، نذكر منها:
– أن نتعهَّد الجار بالسؤال عنه وعن أحواله والإحسان إليه، كما قال صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسِن إلى جاره” رواه مسلم.
– أن نتعهَّده بالطعام، قال صلى الله عليه وسلم: “يا أبا ذَر، إذا طبختَ مرقة، فأكثِر ماءها وتعاهَد جيرانك” رواه مسلم، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائِع إلى جنبه وهو يعلَم به” أخرجه الطبراني.
– ألاَّ نؤذيه قولاً أو فعلاً؛ فإن إيذاءه ليس من الإيمان؛ لحديث: “والله لا يؤمن من لا يَأْمن جارُه بوائقَه” وهو سبب لدخول النار؛ فعن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، إنَّ فلانة تكثر من صلاتها وصيامها غير أنَّها تؤذي جيرانَها بلسانها؟ قال: “هي في النار” رواه أحمد.
– ولا ننس يا أبنائي أن نشارِك جيراننا في أفراحهم وأحزانهم.
– أن يكون هناك صِلة وودٌّ بين الجيران ولو بهديَّة بسيطة، كما حثَّنا على ذلك رسولُنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “يا نساء المؤمنات، لا تحقرنَّ جارة لجارتها ولو فرسن شاة” والمقصود أقل القليل ولو كان عظمًا قليل اللحم، ولا شكَّ أن التهادي بين الجيران يُذهب ما في نفوسهم من البغضاء، ويقوِّي الصِّلة بينهم.
– أن نصبر على أذى الجار، ونحن نعلم أنَّ الناس متفاوتون في الأخلاق والطِّباع، فمَن ابتُلي بجار سوء فليصبِر عليه، ولا يرد عليه بالسيئة؛ بل يعفو ويصفح.
– وأخيرًا يا أبنائي، نحرص تمام الحرص على التعاون والمشاركة بين جيراننا، فهم أقرب ما يكونون منَّا، وأسرع الناس نجدةً لنا، فليكن الودُّ والمحبة عنوان الجوار.