اليوم يا أبنائي الأعزاء نتناول أدبًا جميلاً ورائعًا من آدابنا الإسلامية العظيمة، اليوم نتناول: آداب الجلوس والمجلس. قال الوالد: يُعتبر هذا الأدب من الآداب الاجتماعية التي اهتمَّ دينُنا الحنيف بها وبترسيخها في أفهام الكبير والصغير؛ حتى ينشأ المجتمع الإسلامي منظمًا وواعيًا بكل ما يُصلِح أمرَ دينه ودنياه… ويَنبغي يا أبنائي أن نُراعيَ جملةً من الآداب حين ينتهي بنا المجلس؛ نَذكُر منها:
– أن نبدأ بالسلام على الحاضرين، فنقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
– أن نجلس في المكان المخصَّص لذلك، فإذا لم يكن هناك تخصيصٌ للأماكن فليجلِس الإنسان حيث يَنتهي به المجلس، ولا يطلب من أحدٍ أن يقوم مِن مكانه ليجلسَ فيه؛ فقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقام الرجلُ من مجلسه ويجلس فيه آخرُ، ولكن تَفسَّحوا وتَوسَّعوا، “وكان ابن عمر يَكرهُ أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يُجلَس مكانه”؛ رواه البخاري.
– وإذا قام أحد الجالسين من مجلسه ثم عاد إليه، فهو أحقُّ به؛ فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قام أحدكم من مجلسه، ثم رجع إليه، فهو أحقُّ به” رواه مسلم.
– وألا يَجلس بين اثنين إلا بإذنهما؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحلُّ لرجل أن يفرِّق بين اثنين إلا بإذنهما” رواه أبو داود، وأحمد.
– وأن يجلس هادئًا، ويُحسِن الاستماع، ولا يُقاطع غيره في الكلام، وألا يُكثِرَ في الحديث عن نفسه إذا تكلَّم.
– وأن يفسح لغيره إذا جاء بعدَه؛ لقول المولى سبحانه وتعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ” المجادلة: 11.
– وأخيرًا يا أبنائي إذا كان المجلس في مكانٍ مكشوف، فليحرص على غضِّ البصر.