حضَر الوالد، وألقى السلام، وجلس، ثم قال: اليوم يا أبنائي نتحدَّث عن أدب عظيم من الآداب الإسلامية، جاء ذِكره في القرآن الكريم في سورة النور. قال إسلام: إذًا يا والدي، سوف تُحدِّثُنا عن أدب الاستئذان؟. قال الوالد: أحسنتَ يا إسلام؛ فالله تعالى يقول في سورة النور: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” النور: 27. استطرد الوالد قائلاً: إن المنهج القويم يُربِّي أطفالنا الصغار الذين لم يَصلوا إلى سنِّ البلوغ، ويعلمهم أنَّ هناك أوقاتًا ثلاثة لا بد من الاستئذان فيها قبل الدخول على الكبار، حتى على الآباء والأمهات، وهذه الأوقات هي:
– قبل صلاة الفجر؛ حيث يكون الكبار في فِراشهم بملابس النوم.
– وقت الظهيرة، وقد اعتاد الناسُ أن يَستريحوا في هذا الوقت، فيَخلَعوا ملابسهم طلبًا للراحة، وبعض الناس ينام قليلاً بعد الغداء.
– وبعد صلاة العِشاء؛ لأنه وقتُ بداية النوم.
قال الوالد: نَذكُر يا أبنائي أيضًا عدَّة آداب عامة في زياراتنا للأقارب والآخرين، فنَذكر منها:
– أننا حين نَصلُ إلى المنزل نستأذن بطَرْق الباب، أو نرنُّ الجرس، فإذا لم يُؤذَنْ لنا نُكرِّرُ ذلك مرة أخرى، فإذا لم يؤذَن لنا نكرر الأمر للمرة الثالثة والأخيرة، ولا نتجاوز ذلك؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: “الاستئذان ثلاثٌ؛ فإن أُذِن لك، وإلا فارجِع” رواه مسلم.
– أن نرجِعَ إذا لم يُؤذَنْ لنا، أو اعتذر صاحب البيت؛ فربَّما يكون أهل المنزل في ظروف لا تَسمح لهم باستقبالنا.
– ألا نستقبِلَ فتحة الدار، بل نقف يمينًا أو يسارًا؛ حتى لا يُفاجَأ أهل الدار.
– إذا أذن لنا صاحب الدار بالدخول فلنجلِس في المكان المخصص لذلك، أو ننتظِرْ حتى يَدلَّنا صاحب الدار ويُشير لنا بالجلوس.