قال الوالد: اليوم يا أبنائي نتعلَّم أدبًا عظيمًا من الآداب المهمَّة لنا جميعًا؛ فعنوان أدب اليوم هو”آداب الطعام”. قال الوالد: لا شكَّ أن الطعام يا أبنائي نعمةٌ عظيمة من الله تعالى، تستحقُّ أن نَشكر اللهَ تعالى عليها، وأن نتناولَ طعامَنَا كما علَّمنا الرسولُ صلى الله عليه وسلم؛ فهناك آداب عظيمة عرَّفَنا إيَّاها نبيُّنا صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:
– أن نهتمَّ بغَسل أيدينا قبلَ الطَّعام وبعدَه. وكذلك من الآداب المهمَّة عند تناول الطعام أن نبدأَ بالتسمية في أول الطعام. قالت الأم: هناك حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ذَكر لنا فيه ثلاثَ آدابٍ للطعام، في حديثٍ يرويه عمرو بن سلمة قال: كنتُ غلامًا صغيرًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدِي تطيشُ في الصَّحفة “الطبق”، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “يا غلام، سمِّ اللهَ تعالى، وكُل بيمينِك، وكُل ممَّا يليك”. قال الوالد: ألا تلاحظون يا أبنائي حرصَ نبيكم صلى الله عليه وسلم على تعليمِ الصِّغار الآدابَ؟! وها نحن الآن نقتدِي برسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت هاجر: ماذا نفعلُ يا والدي لو نسينا أن نسمِّي اللهَ وتذكَّرنا ونحن نأكل؟. شكرَها والدُها على هذا السؤال الجميل، وأجاب قائلاً: علَّمنا رسولُنا صلى الله عليه وسلم أنَّنا إذا نسينا التسميةَ في بدايةِ الطعام أن نقول: “بِسم الله أوَّله وآخره”. قال الوالد: ومن الآداب أيضًا:
– أن نحرص على تصغيرِ اللُّقمة، وأن نمضغها جيدًا.
– وكذلك نتجنَّب النفخَ في الطعام الحارِّ، وننتظر حتى يبردَ ونستطيع أن نتناولَه.
– ولا ننسَ حين نجلس إلى الطعام أن نجلسَ بصورةٍ معتدلة؛ فلا نتَّكِئ ولا نضطجِع.
– وكذلك لا نعيب الطَّعام ولا نَحقِره؛ فهو نعمةٌ من الله مهما قَلَّت قيمتُه؛ فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم “ما عاب طعامًا قطُّ؛ إن اشتهاه أكلَه، وإن كرهه تركَه”.
– ولنحرص أيضًا يا أبنائي على التقليل من الطَّعام، وعدم الإسرافِ؛ كما أوصانا ربُّنا سبحانه فقال ” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف: 31، وأمرَنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: “ثلُث لطعامِك، وثلثٌ لشرابِك، وثُلث لنَفَسِك”.
– ولا ننس في النهاية أن نحمدَ اللهَ تعالى عند الانتهاء من طعامِنا.