استهلَّ الوالد حديثَه كما تعوَّد بالحمد والثناء على الله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: لقد جاءت الكثير من الأحاديث التي تحثُّنا على إكرام الضيف، والمبيِّنة أنَّه من الإيمان؛ فالضيافة من آداب الإسلام وشرائعه وأحكامِه، وهي من سنن المرسلين عليهم السلام، ومن أخلاقِ السلف رضوان الله عليهم. وللضيافة أحكام وآداب، نذكر منها:
– أن نُحسن استقبال الضيف بوجهٍ بشوش وترحيب، والسلام عليه وإكرامه؛ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرِم ضيفه” رواه البخاري.
– ويستحب يا أبنائي للمضيف إيناسُ الضيف بالحديث الطيِّب والقصص التي تليقُ بالحال؛ لأنَّ من تمام الإكرام طلاقة الوجه وطيب الحديث عند الخروج والدخول؛ ليحصل له الانبساط، ولا يُكثر السكوت عند الضيف.
– وعلينا كذلك يا أبنائي ألاَّ نغيب عن الضيف مدَّة طويلة؛ حتى لا يتوجَّس في نفسه ضيقًا منه فيشعر بالحرَج.
– وعند انتهاء ضيافته يستحبُّ أن يبقى معه حتى يركب دابَّته أو سيَّارته، ونودِّعه بطلاقة وجه ورغبة في العودة مجددًا.
– لا يجوز له إحراج المضيف؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: “ولا يحلُّ لضيفٍ أن يثوي عند صاحبه حتى يحرجه، الضيافة ثلاثٌ” رواه البخاري؛ “يعني: ثلاثة أيام وبعدها ينصرف”.
– وعلى الضيف كذلك ألاَّ يكلِّف مضيفه بما لا يطيق، فلا يشترط عليه طعامًا أو شرابًا أو غير ذلك؛ لأنَّه ليس من الأدب، إنَّما يأكل ويشرب ما حضر.
– أن يَلزم الضيفُ الآدابَ الشرعية، من غضِّ البصر وعدم إطلاقه داخل منزل صاحبه، ويحفظ أهلَ بيت المضيف، فيتحرَّز مما يغضب الآخرين.