هيئة الأمم المتحدة والبعد العالمي للثورة الجزائرية

هيئة الأمم المتحدة والبعد العالمي للثورة الجزائرية

 

…قصد الحصول على المساندة الخارجية الممكنة فكانت هيئة الأمم المتحدة إحدى المنابر التي خاطبت من خلالها الضمير العالمي من أجل إيجاد حل للمشكل الجزائري وتمكين هذا الشعب من حقه في تقرير مصيره

والثورة الجزائرية لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه الهمجية الفرنسية، بل كان موقفها جهاديا منظما، أشعل لهيب العمل المسلح، لتزداد الثورة قوة وانتشارا، عبر تنفيذ هجمات 20 أوت 1955، والتي شكلت منعطفا حاسما في تطور كفاح الشعب الجزائري.

وأقرت قيادتها خطتها التاريخية والحاسمة لمواجهة الخطر الداهم، بتنظيم هجومات “الشمال القسنطيني”، كما تسمى، نسبة إلى خارطة تنفيذها جغرافيا، لنسف أحلام سوستال، والنزول بالثورة إلى الشارع، لتصبح ثورة جماهير، لا ثورة نخبة من الشعب.

وهدفت إلى إشعار العالم بقوتها والتفاف الشعب حولها، ولفت أنظار الأمم المتحدة إلى القضية الجزائرية، لحملها على تسجيلها في جدول أعمال دورة 1955.

وتركزت الأحداث في تنظيم زحف عام على مراكز السلطات الفرنسية، بواسطة قوات المجاهدين وكل أفراد الشعب عبر أنحاء المنطقة، مثلما أوردته المؤرخة عقيلة ضيف الله، في بحثها الأكاديمي عن ” التنظيم السياسي والإداري للثورة”.

وترتبت عنها قيام الفرنسيين بحملة انتقام واسعة ومريعة ضد السكان العزل، شملت القتل الجماعي والذبح والحرق والسلب والنهب والقصف وانتهاك الأعراض وبقر بطون الحوامل والتمثيل بالبشر وسحق النساء والأطفال والشيوخ المكبلين بالدبابات ودفن الناس أحياء.

وكانت حصيلتها استشهاد ما بين 12 ألفا إلى 14 ألف جزائري، كما وثقه المؤرخ أحسن بومالي في كتابه عن “إستراتيجية الثورة في مرحلتها الأولى”.