هوليوود وسط العدوان على غزة… إسكات صوت الاستغاثة والمتضامنين

هوليوود وسط العدوان على غزة… إسكات صوت الاستغاثة والمتضامنين

أظهرت هوليوود، في السنوات الأخيرة، موقفاً موحداً بشأن رئاسة دونالد ترامب وحياة السود مهمة وحقوق الإجهاض، لكن العدوان على غزة أثار الانقسام والخلاف، وسط قمع واضح ومتواصل للأصوات الداعمة لفلسطين.

وأشار تقرير لصحيفة “ذا غارديان” إلى أن المناخ السائد في هوليوود بات “يعج بمصطلحات مثل معاداة السامية والإبادة الجماعية. ويتبادل الحلفاء السابقون الاتهامات بالرقابة والنفاق والخيانة. وتواجه الشخصيات البارزة التي تتخذ موقفاً ما، سوء المعاملة أو النبذ، أو الفصل عن العمل في بعض الحالات”.

ورفعت فنانات، مثل سوزان ساراندون وسينثيا نيكسون، أصواتهن دعماً لغزة وفلسطين، فيما يدفع كثيرون ثمناً باهضاً لأنهم تحدثوا بصوت عالٍ دعماً لغزة، في ظلّ القمع الصارم للأصوات التي وقفت ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.

خارج البيت الأبيض، رفعت مجموعة من المتظاهرين عالياً لافتة تقول: “أكثر من 14850 فلسطينياً قُتلوا، كم عدد القتلى الذي يلزم قبل وقف إطلاق النار؟”، ومن بينهم سينثيا نيكسون. ولفتت “ذا غارديان” إلى أن نيكسون اتبعت تقليداً طويلاً ينص على استخدام الممثلين لمنابرهم لدعم القضايا في واشنطن، لكنها وجدت نفسها في قلب جدل داخل هوليوود عندما وصل الأمر إلى الوضع في غزة وفلسطين. وقالت نيكسون: “يعاقَب الناس بسبب تحدثهم علناً”. وذكرت “ذا غارديان” أنه “لطالما حظي الكيان الصهيوني تاريخياً بدعم قوي في هوليوود”.

وقال الممثل الحائز جائزة إيمي، ديفيد كلينون: “اعتادت هوليوود إظهار إعجابها وولائها لإسرائيل. بدأ جيل جديد في قطاع الترفيه بتحدي تلك الإيديولوجية السائدة. وبالطبع، فإن الحرس القديم سيبذل كل ما في وسعه لترهيبهم”.

ومن بين أولئك الذين دفعوا ثمن التحدث علناً، سوزان ساراندون، إذ استبعدت الممثلة والناشطة الحائزة جائزة أوسكار من UTA (وكالة لإدارة أعمال عاملين وعاملات في هوليوود)، بعد التعليقات التي أدلت بها في تجمّع مؤيد للفلسطينيين في الآونة الأخيرة في نيويورك، حين قالت: “هناك الكثير من الناس الذين يخشون كونهم يهوداً في هذا الوقت”، مضيفةً: “نتذوق ما يشعر به المرء كمسلم في هذا البلد، الذي يتعرض في كثير من الأحيان للعنف”.

ورغم الترهيب، يستمر فنانون عدة في رفع صوتهم. كان برادلي كوبر، وألفونسو كوارون، وسيلينا غوميز، وجانيل موناي، ولوبيتا نيونغو، وجينا أورتيغا، ويواكين فينيكس، ومارك روفالو، ومارك رايلانس من بين أكثر من 260 شخصاً وقّعوا على رسالة تحثّ الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونغرس على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وتحدّثت العارضة الأمريكية من أصل فلسطيني جيجي حديد على “إنستغرام” حيث يتابعها 79 مليون حساب في الأسابيع الأخيرة، عن “سوء المعاملة الممنهجة للشعب الفلسطيني التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية”.

وقال المتخصص في مجال التواصل نيكولا فاندربيست من بروكسل، لوكالة “فرانس برس”، إن المشاهير الذين يتّخذون موقفاً “يخاطرون بالكثير، ولا يكسبون إلا القليل”. وبالتالي، من أجل الحصول على راحة البال، يمكن للمشاهير أن يختاروا التزام الصمت. لكن، وسط ما يحصل في غزة “يشعرون بأن عليهم التعبير عن النفس”، ولكن هذا لا يجنّبهم التعرض للانتقاد، كما قال الأستاذ في جامعة سوربون – نوفيل الباريسية، جميل جان-مارك دخلية، لوكالة فرانس برس، مضيفاً أن “حتى الصمت يعد اعترافاً”.

ق\ث