يطمح مسؤولو قطاع السياحة بولاية برج بوعريريج، إلى تحويل الولاية لقطب ومقصد سياحي، وذلك من خلال الترويج للسياحة الداخلية، كون الولاية تشكل حلقة مهمة تربط السياحة الصحراوية بالسياحة الساحلية نظرا لموقعها الجغرافي المتميز الذي يربط شمال البلد بجنوبها، وكذا الإمكانيات الطبيعية المتعلقة بالجبال والغابات الكثيفة المنتشرة على حدود الولاية من المسيلة جنوباً إلى غاية بجاية شمالا.
كما تعززت القدرات الفندقية للولاية في السنوات القليلة الماضية بأكثر من 560 سريرا عبر خمسة فنادق سياحية توفر مختلف الخدمات السياحية للزوار، إلى جانب إمكانيات أخرى متعلقة بالنقل والإرشاد السياحي والإطعام، وكذا الوكالات والجمعيات السياحية التي يفوق تعدادها 100 وكالة منتشرة عبر بلديات ودوائر الولاية، حيث تعمل كلها على زيادة الوعي السياحي لدى المواطنين لإشراكهم في العمل السياحي من خلال التأطير، التكوين وتوفير المبيت على حد وصف مسؤولي قطاع السياحة. وتزخر ولاية برج بوعريريج بالعديد من المؤهلات السياحية الطبيعية والأثرية، المنتشرة عبر جبالها وغاباتها، ما يسمح لها بأن تكون وجهة سياحية ومقصدا للعديد من الزوار ومستكشفي السياحة الأثرية، الدينية والحموية، حيث تعكف مديرية السياحة بولاية برج بوعريريج، على اعتماد خارطة جغرافية تتضمن معلومات واتجاهات بأهم المواقع السياحية الأثرية التاريخية عبر مخطط سياحي طويل ومتوسط المدى، يهدف إلى النهوض بالقطاع السياحي والترويج للنشاط السياحي بالولاية من خلال موقع إلكتروني وقاعدة بيانات تمكن السائح من التعرف على المواقع السياحية، التاريخية والدينية التي تزخر بها الولاية ممثلة في 7 مسارات سياحية تمثل دليلا سياحيا عمليا للتعرف على مواقع سياحية بعاصمة “البيبان”. كما يسعى القائمون على قطاع السياحة إلى استحداث مسلك ثامن يتضمن كل المعطيات الخاصة بالمواقع التاريخية بالبرج وكيفية الوصول إليها من خلال موقع إلكتروني وقاعدة بيانات تشمل خارطة جغرافية بأدق التفاصيل حول هذه المواقع التاريخية التي تضم مواقع أثرية وتاريخية، بالإضافة إلى مواقع أخرى متعلقة بالسياحة الدينية والجبلية، حيث تحتوي هذه الخارطة على قاعدة بيانات تشمل إبراز معلومات عن أدق التفاصيل الخاصة بهذه المواقع، وطريقة الوصول إليها بدء من الانطلاق على مستوى ولاية برج بوعريريج إلى غاية آخر نقطة في المسلك السياحي، كدليل عملي يمكّن السائح من الاطلاع بشكل مختصر على أهم المواقع السياحية للولاية ومن أجل تسهيل المهمة للوكالات السياحية في تنظيم الرحلات الميدانية، الجولات الاستكشافية عبر جبال وغابات ولاية برج بوعريريج، والتي تندرج كلها في إطار تشجيع السياحة الداخلية التي تسعى مديرية السياحة للولاية إلى تكريسها عبر هذه الخارطة والموقع الالكتروني.
وتتكون هذه المسالك السياحية السبع بحسب مسؤولي قطاع السياحة ببرج بوعريريج، من مسلك “الينابيع” الذي يمتد من عاصمة الولاية برج بوعريريج إلى غاية منطقة “غيلاسة” مرورا ببرج الغدير شرق الولاية، حيث يتضمن هذا المسلك خارطة بأهم الينابيع المائية التي تتوفر عليها المنطقة، ومسلك “الابراهيمي” الذي ينطلق من منطقة رأس الواد إلى غاية “أولاد سيدي إبراهيم”، حيث يتضمن زيارة إلى بيت العلامة الشيخ “محمد البشير الإبراهيمي” ومواقع أخرى في إطار السياحة الثقافية إلى جانب مسلك آخر يدعى مسلك “البيبان” يقع غرب ولاية البرج ويتميز هذا المسلك السياحي بالسياحة الجبلية والحموية على غرار الحمام الطبيعي “البيبان” الذي يعد مقصدا سياحيا للعديد من العائلات من داخل الولاية وخارجها، ومسلك “غصن الزيتون” الذي يضم منطقة الجعافرة ومجانة المعروفة بأشجار الزيتون ومسالكها الجبلية الوعرة، إلى جانب مسلك “القليعة” الواقع ببلدية تسامرت بدائرة “زمورة” المعروفة بكثرة مواقعها الأثرية المرتبطة بالجانب الروحاني الديني لكثرة الزوايا والمناطق ذات البعد الديني التاريخي بها، ومسلك “لڨراج” المعروف بالشلالات الطبيعية في بلدية الرابطة الواقع جنوب منطقة برج بوعريريج، إلى جانب مسالك أخرى مرتبطة بالجوانب السياحية المتعلقة بالنزهة والتسوق على مستوى بلدية الياشير وحسناوة، حيث تتضمن هذه المسالك مزيجا من الاتجاهات على غرار التاريخي، الثقافي، الديني، السياحي، كون البعثات السياحية المنظمة من طرف الوكالات تكون في غالب الأحيان مكونة من عائلات وأفراد لهم مختلف التوجهات والميولات الثقافية. وعلى هذا الأساس تم جعل المسلك السياحي يحتوي على مزيج متعدد من الاتجاهات الثقافية والدينية من أجل تلبية قدر الإمكان رغبات وتوجهات العائلة ككل من حيث تنشيط التجول وغيرها من الاتجاهات.
ج. توفيق
