أحمد راشدي من المخرجين البارزين في إنجاز الأعمال السينمائية التاريخية، خاصة ما تعلق بثورة التحرير المجيدة وإحياء للذكرى الـ 62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، تحدثت “الموعد اليومي” إلى المخرج الجزائري أحمد راشدي في هذا الحوار…
س: ما سر تعلقك الكبير بإخراج الأعمال الفنية التاريخية؟
ج:أنا فخور جدا بالإنجازات الفنية التي تحكي عن تاريخ الثورة الجزائرية المجيدة، فهذه الأخيرة لها أبطال وشخصيات ناضلوا وكافحوا من أجل تحرير الوطن من المستعمر الفرنسي، وكان لزاما علينا أن ننقل تاريخ هؤلاء الأمجاد عبر الأعمال الفنية السينمائية، وأبرز أعمالي في هذا الشأن “العفيون والعصا”، “كريم بلقاسم” و”العقيد لطفي”.
س: ألا ترى أن هذا النوع من الأعمال الفنية يتطلب الحيطة والحذر في نقل المعلومات والوقائع التاريخية المحملة لمختلف محطات الحقبة التاريخية الجزائرية خاصة ثورة التحرير المجيدة التي ضحى من أجل استعادة السيادة الوطنية مليون ونصف المليون شهيد؟
ج: أولا، أنا مخرج ولست مؤرخا أو كاتبا للسيناريو خاصة عن الشخصيات التاريخية المجيدة، وأنقل الوقائع التي عاشها أبطال الثورة حسب ما هو مكتوب عن هذه الشخصيات التاريخية.
س: ما رأيك في الأعمال التاريخية الفنية التي تروي سيرة أبطال الثورة ورموزها؟
ج: لم تنجز أعمال سينمائية كثيرة تحكي عن أبطال الثورة المجيدة وسيرتهم، والعديد من الشخصيات التاريخية تستحق منا أن ننجز عنهم أفلاما، وهذا للربط بين الأجيال، وليعرف الجيل القادم أمجاد ثورة التحرير المجيدة.
س: بنظرة مخرج هل للسينما دور تلعبه تجاه الثورة؟
ج: أكيد، وهذا ما كنا نسعى دائما لتحقيقه، عبر نقلنا للوقائع التاريخية والثورية عبر الأعمال السينمائية، وعبر هذه الأخيرة تتعرّف الأجيال المتعاقبة على مختلف أبطال الثورة وأمجادها، والمخرج السينمائي مطالب بالوفاء لما جاء في التاريخ من وقائع وأحداث، وأشير في هذا الشأن إلى أن المرجعيات التاريخية تكاد تكون منعدمة، ماعدا بعض الكتابات القليلة جدا، وبعض الشهادات الحية والوثائق التي نحصل عليها بالتقرب من عائلات ورفقاء الشهداء الأبرار للثورة التحريرية المجيدة.
س: إنجاز أعمال سينمائية تنقل وقائع ثورتنا المجيدة وأبطالها مرتبط دائما بمناسبات إحياء لهذه الذكرى، ألم تتدخل للمطالبة بإنجاز أعمال فنية سينمائية تحكي عن أمجاد الثورة وأبطالها؟
ج: أفضل أن ننجز أعمالا سينمائية تحكي عن أمجاد وأبطال ثورتنا المجيدة في المناسبات المخلدة لهذه الذكرى بدل عدم انجازها أبدا، فعند إحياء ذكرى تاريخية ما، تقدم عدة إنجازات فنية تخلد الذكرى والمناسبة بما في ذلك شهر نوفمبر الذي يشهد عدة احتفالات لاندلاع الثورة المجيدة ويتم بذلك عرض عدة أفلام تاريخية.
س: ألا ترى أن التاريخ لابد أن يرافق الجميع على مدار السنة وليس إحياء للذكرى التاريخية، وبالتالي لابد من برمجة الأعمال التاريخية باستمرار و لا ننتظر ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة للحديث عن بطولات الشعب الجزائري لإخراج المستعمر الفرنسي، ما تعقيبك؟
ج: هذا صحيح، والأعمال التاريخية الفنية تبرمج على مدار السنة وبصورة مهمة أثناء إحياء الذكرى الخاصة لثورة التحرير المجيدة، وفي شهر نوفمبر يتم برمجة العديد من الأفلام التي برزت في هذا المجال، وبدوري أشجع برمجة الأفلام التاريخية على مدار السنة.
س: هل تجد صعوبة في اختيار الفنانين الذين يجسدون أدوار أبطال الثورة التحريرية؟
ج: قبل البدء في تصوير أي عمل تاريخي يحكي عن أمجاد الثورة، أبدأ مرحلة البحث عن الفنانين الأكفاء المتمكنين والذين يبدعون في أداء هذه الشخصيات التاريخية ولا يجب أن يكون من الأسماء الكبيرة، بل هناك أسماء فنية جديدة تملك الموهبة ويمكنها أن تؤدي هذه الأدوار بطلاقة وبإبداع كبير.