هل لك ورد قرآني يومي ؟

هل لك ورد قرآني يومي ؟

 

لكلِّ واحدٍ منَّا وردُه الغذائي والعملي، الذي يحافظ عليه ويعتني به يوميًّا، فهلّا اعتنى بأجلِّ ورد، وأحسنِ وظيفة، وأطيبِ منال، وهو الزاد الذي لا غنى عنه، والرصيدُ الذي من فقده فهو خاسر. زهرُ الحياة ونورها، وزاد الذكر الخالص وصفوه، والعُدة العلية الثمينة، التي فاقتِ الدررَ والذهب والجواهر، وجعله الله روحا تحيا به النفوس، وتستيقظ البصائر، وتقشعر الأجساد، ” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ” الشورى: 52. ومن الفوائد لهذا التعاهد اليومي ما يلي:

– التنميةُ الإيمانية: فإن مثلَ الإيمان بالله كمثلِ شجرة، إن لم تُتعاهَد بالسقي والري، أفلست وذوت، وكان نهايتها الفناء والهلكة، فجددوا الإيمان بالتلاوة، وأحيوا الجسد بالذكر، فإن الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت!. قال عليه الصلاة والسلام: ” تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْإِبِلِ في عُقُلها” رواه البخاري. وهذا النماء إنما ينصبُّ في القلب أولًا، فهو موطن الانطلاق والوهج، والعمل والصلاح، وبصلاحه صلاح الجسد، وزيادة الإيمان.

– تجديدُ اليقين: كلما قرأ العبدُ القرآنَ واستطعم تدبره رسخَ يقينُه، وزاد عطاؤه، واستقرت هدايته، وزالت عنه الشكوك والشبهات. لأنّ القرآن وقودُ التوحيد، ومِشعلُ العمل، وداحضُ الشبهات، وملهمُ القربات، وترياق الأسقام، ومِدادُ الدعوة، وقاهرُ الأعادي، وحجابُ الشهوات، ووثاق الثبات.

– السرورُ اليومي: والانشراحُ المتجدِّد الذي يدفع غلواءَ الحياة وحُزنها، ويذيبُ عنتَها وعناءها، فالحياة كلها تعبٌ ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ” البلد: 4. فهو يكابد ويعاني ويحزن، ولا مخرج له من ذلك إلا بتلاوة القرآن، وترداد الأذكار، والمحافظة على الزاد اليومي، والعجيب أن هذا السرور يتحول إلى طاقةٍ حية، وغذاء جسدي يغني عن كل غذاء، ويَشفي من كل بلاء، قال في الإغاثة؛ ” وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن وكل منهما فيه الغذاء والدواء “.

– تحصيلُ الثواب: لتكونَ أكثرَ درجة، وأعلا منزلةً يوم القيامة، وهذا مراد كثير من القراء، والواجب التفكير فيما هو بعد ذلك، من يقين ثابت، وإيمانٍ عالٍ، وبلاغ متواصل. قال في الحديث عليه الصلاة والسلام ” مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ،؟وَمِيمٌ حَرْفٌ “. رواه الترمذي.

– التدبرُ النافع: وهو من أجلِّ مقاصدِ التلاوة والتعاهد اليومي، أن يكون حظنا مع التلاوة تحقيق التدبر، ووعي دلالة الآيات والقصص والبراهين، قال عز وجل ” كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا” ص: 29. قال الحسنُ البصري رحمه الله: ” نزل القرآنُ ليُعملَ به ويتدبر فاتخذوا تلاوته عملًا “.

من موقع الالوكة الإسلامي